مقالات

مَن يحمل ذنب مَن؟ بقلم عائشة أمين

مَن يحمل ذنب مَن الآباء الذين تخلّوا عن مسؤُولياتهم وَتركوا أطفالهم بلا رعاية أو توجيه؟
مُنذ أيام قليلة وَقعت جريمة مُروعة فتاة في السادسة عشرة من عُمرها قتلت جدتها بدمٍ بارد لِمجرد أنها حاولت منعها من الخرُوج خوفًا عليها!
ضربتها بطاسة عدة مرات حتى فارقت الحياة!

فَمن الجاني الحقيقي هُنا؟
هل هي الفتاة التي فقدت إنسانيتها في لحظة تهور؟
أم همُ الوالدان اللذان قررا الإنفصال وابتعدا عنها!!.. تاركين مسؤُولية تربيتها للجدة؟

أن الفتاة كانت الضحية والجانية في آنٍ واحد ضحية طلاق أبويها وضحية غياب الإحتواء وَالتربية لكنها أيضًا جانية لأنها اختارت العُنف وَسفك الدم بدلًا من التفاهم أو الصمت.

هذا يجعلني أتسأل أين كَانت الرحمة؟ أين كَانت التربية؟
النتائج المُؤلمة مثل هذه الجريمة لا تأتي من فراغ بل من سّلسلة طويلة من الإهمال وَالتقصير وَالإنشغال بِالذات.
وَكم من فتاة أصبحت ضحية طلاق والديها!!..
أتعجب حقًا مما آلت إليه بعض أحوال مُجتمعنا اليوم…
ألا يُدرك الزوجان قبل الإقدام على الزواج أن الزواج مسؤُولية عظيمة؟
ألا يعلم كُل طرف أنهُ عندما يُصبح أبًا أو أمًا فإن الأبناء سيظلوُن أمانة وَمسؤُولية لا تسقُط حتى لو فشلت العلاقة الزوجية؟

الإنفصال لا يعني أبدًا الإنسحاب من دُور الأب أو الأم وأيضًا لا يُبرر التخلي عن أطفال يحتاجون الرعاية وَالإحتواء أكثر من أي وقت مضى..
فأشد أنواع الظُلم هو أن يدفع الأطفال ثمن أنانية الكبار.

– لذلك أوجه رسالة إلى كُل أب وأم:
حتى وإن قدّر اللّٰه وانفصلتما وَسلك كُل منكما طريقًا جديدًا في الحياة مع شريك آخر لا تنسوا أبناءكم!!..لا تنسوا احتضانهم وَالحديث معهم والإقتراب منهُم.
لا تتركوا في قلُوبهم شعور الغربة وَلا تجعلُوهم يشعرون أنهم عبء لِمجرد أن الزواج قد أخفق!!. فَما نراه اليوم من قصص مُؤلمة وَجرائم كثير منها يبدأ بجُرح نفسي عميق داخل طفل تُرك بلا حُب بلا حضن بلا حِوار.

طفلة تُعاني العُنف أو تُعاني الإهمال ليس لأنها سيئة بل لأنها بِبساطة لم تجد من يحتويها بعدما أُوكلت تربيتها لِلجدة وَحدها.

الأبناء ليسوا طرفًا في الخلاف فلا تجعلوهم يدفعون الثمن..
فَالحب وَالرعاية وَالإحتواء ليست مسؤُولية الجدة فقط.. بل مسؤوليتكم أنتم أولاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى