شعر وأدب
من كان يَتَصَور ..؟!

بقلم ياسر سعيد
صحفي بالإهرام
،،،،،،
من كان يتصور أن هذا الحَماسِي المُندفع المُولع بالحياة قد أصبح هادئاً هكذا .. ؟!
من كان يتصور أن يتحول وجوده إلي انسحاب ، أن يقطع كل الخيوط – كلها – بينه و بين ما يُهدر طاقته أو يَستنزف وقته .. ؟!
،،،،،،
من كان يتصور أن يتوقف مطره و يخفت وَهجه و أن تضيق به أرضه علي مُتسعِها ..؟!
من كان يتصور دوي ارتطامه حين هوي أو فراغه من المشاعر كإطار يَبرق لمعاناً لصورة مفقودة علي الجدران ..؟!
،،،،،،
من كان يتصور أن ذلك المُتدفق العفوي سوف تروضه الأيام ، أن يفيق يوماً من سذاجته و أن كل هذه البراءة يمكن لها أن تنتهي ..
كان ينظر بشغف ..
يَخطو رشيقاً ..
يُصغِي بإمعان ..
يضحك من أعماقه ..
لا تتسرب إليه هواجس ..
يهتم .. و اهتمامه يُضيء المظلم داخل كل من حوله ..
من كان يتصور بعد كل هذا أنه إنطفاً .. هَدأ .. سَكن .. أفلت كل شيء و أي شيء حتي القشة لم يعد يهتم لها أو بها يتعلق ، يُبصر العالم من ثقب ضيق ، يتوقع طوال الوقت الأسوأ من الأقرب بكل سهولة و دقة و إتقان ..
،،،،،،
من كان يتصور فيضان أحباره علي الورق قد جفت جراح أقلامها و بقيت ندوبها غائرة ..
من كان يتصور أنه حتي الدموع قد تركته و تركها لم يعد بمقدوره مُجاراتها ..
،،،،،،
من كان يتصور …… ؟!
من .. ؟!
من كان يتصور أن هذا الذي أحدثكم عنه مجرد قلب داخل إنسان .. ؟!
،،،،،،