الابتكار والابداع في العملية التعليمية.. بقلم إيهاب همام

تعتمد أساليب العلم والفكر على اساس واسلوب التعلم السابق الذي تلقاه المتعلم أي أن ينظر المتعلم الى شيء ما من خلال منظار فرض عليه من اسلوب تعليم سابق متأطر بأطر معينة لا يتجاوزها.

في حين يتطلب الابتكار والابداع ان لا يكون ضمن أطر معلبة يتم حصر المتعلم فيها والتي لم ولن تقود للابداع.

مثلا تقول لطلاب هندسة أريد أن تفكروا باختراع لا يستهلك الطاقة ويساهم في حل مشكلة المياه.

أنت هنا حددت الاطار البيئي الذي سيعمل المتعلم على ابداعه فيه وهذا قد لا يقود الى الابداع بل قد يقتل أفكارا كثيرة
الابداع يأتي من الشخص نفسه دون أن يفرض عليه من جهة معينة على سبيل المثال الأخوين رايت عندما اخترعا الطائرة
أو فكرة فكر فيها مبدع من تلقاء نفسه دون ان يكلفه بها أحد.

ساهمت منذ فترة وجيزة بأن أكون محكما في احد الاولمبيادات للاختراع في دبي ضمن برنامج اعد للمنافسة على الاختراع
ولاحظت أن كل المتسابقين قد كلفوا بأن يبتكروا عملا ما ولم يأتي المتسابقون الى هذا المكان لانهم فكروا من تلقاء أنفسهم و عملوا على ابداعهم من ذاتهم بل كلفوا فيها ومعظمهم لم يكن يعرف أدنى المبادئ التي تحكم منتجه.

وهذا برأيي لا يقود الى الابتكار والابداع وانما الى شيء اشبه ما يسمى بالتطوير وهو مطلوب في مرحلة ما ولكنه لن يقود للابداع.

لذلك على المتعلمين ان يتعلموا كيف ينظروا للاشياء بفكر ثاقب مرتكزين على اسس راسخة ( وليس أطر)كانوا قد تلقوها من معلمين مقتدرين استطاع هؤلاء المعلمين أن يزرعوا حب العلم الذي يعلمونه لطلابهم عندها سيكون الابداع والابتكار تحصيل حاصل وثمرة من ثماره.

وبالعودة الى مناهج التعليم والتي يجب ان تحض المتعلم على تطبيق ما تعلمه كي يعيه ويعرفه وهذه ستكون القاعدة و الاساس المتين التي سينطلق من خلالها الى عالم الابداع والابتكار.

ولا بد بعد فهم العلوم الاساسية من تلقي علوم الفلسفة التي ستكون المنظاروالزاوية التي سينظر من خلالها المبتكر الى مشكلة معينة والتي ستقوده الى ابتكاره أو ابداعه .
يوم بعد يوم تزداد حاجة البشرية الى ابتكارات تعبربالانسان من خلالها عبر الزمن وتقود الى حياة أفضل (من وجهة نظر معينة ) وبالتالي التفكير الابداعي وحب الابداع يجب ان يكونا الركيزة الاساسية للتعلم وهذا برأيي سيكون الركيزة الاساسية لما سبق
ختاما
خلاصة
الابتكار يأتي من داخل المبتكر و من رغبته بالابتكار عن طريق تعلم اساليب التفكير على قاعدة من العلوم الاساسية وفهمها فهما تاما وكذلك من يقوم بعملية التعليم يجب عليه بالاضافة الى فهمه لما يعلم ان يكون محبوبا لدى طلابه فحب المدرس بوابة كبيرة لفهم الطلاب العلوم التي يتلقونها اثناء التحصيل الدراسي المتوسط والعالي.

ان الابتكار يجب ان لا يؤطر و يجب ان يكون الافق امامه مدودا وبلا حدود ويجب تشجيع الابتكار بغض النظر عن اهميته المرحلية اذ لو نجح ابتكار ما قد يجد يوما ما من يسوقه او يطوره او يستعمله في ابتكار آخر أو يقد يفرض اسلوب حياة أو يقدم خدمات لم تكن موجودة او لم يكن الانسان ليفكر بها.