من القلب.. “القرار في كلمة” بقلم د/ مها علي دليور

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ، تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ، وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ.
صدق الله العظيم
وهكذا تكون البيوت؛ دوائر مغلقة، المرأة هي تربتها و الرجل هو ساقيها، أما الثمر فهو نتاج امتزاجهما، فكلما كان السقي طيبا، أنبتت التربة نباتا حسنا، والعكس صحيح.
السقي الطيب الذي يقدمه الرجل يتمثل في الكلمة الطيبة والمدح والاستحسان والتقدير، وهذا بالتبعية سيجعل المرأة تخرج أفضل ما لديها، و تحول البيت إلى جنة مزهرة خضراء تستفيض بخيرها على أهل البيت جميعهم، ولا تكتفي بواجباتهافقط، بل ستبذل قصارى جهدها من أجل إسعادهم، وستعود هذه السعادة على الرجل نفسه الذي هو من البداية أساسها، وعلى الجانب الآخر، يكون العكس صحيح.
فالسعادة ليست مسئولية طرف واحد، بل هي شراكة بين جميع أطراف الحياة .
والأسرة هي نواة المجتمع وانعكاسه، وما يطبق عليها يطبق على جميع جوانب المجتمع.
ولكي نعيش في بيئة صحية خالية من المشاحنات النفسية، علينا أن نبدأ بأنفسنا لإحداث التغيير، ولا نلقي اللوم على غيرنا، ونسعى جاهدين لتجديد فكرنا، وجعل حياتنا أكثر إشراقا.
“قال النبي ﷺ ٍ’كلكم راعٍ، وكلكم مسئول عن رعيته”‘
فإن كان الرجل مسئولا، فالمرأة بجانبه؛ لها ما عليه، فالنساء شقائق الرجال، وإن كان المدير مسؤولا، فالموظف أيضا يحمل أمانة، وبهذا الفكر تستقيم الحياة… “بالكلمة الطيبة لا بالتوبيخ والتأنيب”.
د/ مها علي دليور