مقالات

من القلب.. “ورقة وقلم” بقلم د/ مها علي دليور

في زحمة الحياة يتكدس العقل بأمور الحياة المختلفة صغائرها قبل عظيمها، و تتكدر النفس ظنا منها تكاثر وتراكم الالتزامات الواجب تأديتها، فينتج حدة و خشونة تنعكس على سلوكنا اليومي، و في الغالب يكون هذا التزاحم وهم و بمجرد الدخول في المهام اليومية تنجز بسهولة و بسرعة.

ولكن تصيبنا حالة في بداية اليوم من التكاسل و تثاقل الجسد نتيجة لما يتسارع إلى عقلنا من مسئوليات ملزمين بآدائها تسبقها رغبة في الاستمتاع بحياتنا و تطوير ذاتنا تطيح بها رغبة في التواصل مع الأصحاب والأقرباء و واجبنا تجاههم ثم ينطلق صوت الضمير و يعلن تقصيرنا في واجباتنا الدينية، و من هنا يدور عقلنا في دوامة من جلد الذات و تأنيب الضمير و الملل و التضجر، و قد يقودنا كل هذا إلى الضرب بكل ما نفكر في أدائه عرض الحائط و التخلي عن كل أحلامنا و مزاولة يومنا بشكل عشوائي  والرغبة في إنهاء هذا اليوم الكبيس بأي شكل ثم بعد ذلك نؤنب نفسنا ونوبخها بسبب اليوم الذي ضاع و المهام التي لم تتجز، وعندما نبحث عن حل لهذا الصراع النفسي الأبدي الذي لا أمل لنهايته طالما ما زالت الحياة مستمرة هو تفريغ العقل مما يزدحم فيه بخطوات بسيطة وذلك باستخدام ورقة فارغة وأقلام ملونة ثم نقل الخرائط الذهنية المتشابكة داخل عقلنا على تلك الورقة ثم تنظيم الوقت بطريقة عادلة وترتيب الأوليات الأهم ثم المهم ثم الأقل أهمية، ثم بعد ذلك التوكل على الله والسير قدما ما دمنا نستطيع و يكون سلاحنا في الخروج من زحمة الحياة هو ورقة  وقلم.

د/ مها علي دليور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى