مقالات

من القلب.. جولة خفيفة في شخصية ” دياسطي” بقلم د/ مها علي دليور

دياسطي شخصية ثانوية في مسلسل “عمرأفندي” الذي أثار شغف الجميع لمثل هذه النوعية من الأعمال الفنية التي تتطرق إلى مواضيع الخيال العلمي مثل الانتقال بالزمن و العوالم الموازية وحقق نسبة مشاهدة عالية.

ولكن شخصية دياسطي ساعي البريد والتي كان يقلد فيها ظاهريا الفنان شكري سرحان في فيلم “البوسطجي” لفتت انتباه الكثير من المشاهدين وخاصة حبه المخلص لأحلام، الفتاة التي سقط منها “المنديل” وهي تقوم ” بنشر الغسيل” ومر بالصدفة فنادته بدورها ليضع لها المنديل في “السًّبَت” و من هنا تظهر شخصيته الملتزمة ورفضه لطلبها خوفا من كشف حرمتها، ومع إصرارها وقع بصره عليها بالصدفة فخطفت قلبه النقي الأخضر الذي أحبها بصدق وأصر على الزواج منها رغم رفض والدها المتغطرس ورغبته في تزويجها من رجل غني، ولم يكن لأحلام دور في إتمام الزواج ولكن هو وحده دياسطي الذي احتال الحيل و تعرَّض للمشاكل من أجلها.

ومن هنا تظهر شخصية الرجل الحق الذي يتصدى كل المشاكل وينحي الفتاة جانبا ولا يضعها في حرج مع أهلها، وفي لقائه السري معها بحضور “عمر” و “زينات” اتفق معه عمر بتلقينه كلمات الحب ليرددها لها فاستحضر عمر أغنية الفنان عمرو دياب”يا قمر لو في اتنين منك……”.إلى أن وصل إلى ” لو فيه أربعة منك أنا أحب أربع مرات” استنكر دياسطي وقال ” أنا ليه أحب أربع مرات أنا بحبها هي بس”.

وهذا دليل على إخلاصه في حبه لها و معارضته لميل قلبه لأخرى وهو يحبها.

وهناك جانب آخر لشخصية دياسطي وهو رغبته في تطوير ذاته وعدم رضاه عن وضعه الحالي و توضح أحداث المسلسل صراع دياسطي ساعي البريد الذي يختبئ في غرفته في الفندق يتجسس على الرسائل بقراءتها قبل أن تصل لأصحابها و دياسطي المناضل الذي يسعى لأن يكون بطلا في مقاومة الإنجليز، و كان يبالغ في توبيخ نفسه و يقول أنه لا فائدة منه، حتى أن ملامح وجهه الثابته الحزينة تعكس مدى رغبته في التغيير وتركيزه على سلبياته لمعالجتها، وفي نهاية المسلسل حقق ما كان يسعى إليه و أصيب بطلق ناري أثناء اشتراكه مع المقاومة في مهاجمة الإنجليز و خرج بحكمة حققت له الرضا النفسي عن حياته و هي:

“أنا شفت الموت بعنيا وعرفت إنك مش لازم علشان تكون بطل تكون فدائي أنا أخدم وطني بمهنتي”.

وهذه المقولة للبطل دياسطي تعيننا على عدم جلد الذات و استحقار أنفسنا أمام شخصيات بارزة هي بالفعل أهل لذلك فكل ميسر لما خلق له.

شكرا ” دياسطي”
د/ مها علي دليور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى