“الإخوان المسلمون.. تاريخ من الدم والخيانة باسم الدين”

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
منذ نشأتها عام 1928، لم تكن جماعة “الإخوان المسلمين” مجرد حركة دعوية كما زعمت، بل كانت ولا تزال تنظيماً يحمل بذور العنف والانقسام، ويضع الولاء للتنظيم فوق الانتماء للوطن. تحت شعارات براقة مثل “الإسلام هو الحل”، نسجت الجماعة شبكة من التطرف، تلطخت صفحاتها بالدم والخيانة.
الوجه الحقيقي للجماعة.. سلاح في يد الفوضى
منذ بداياتها، أسست الجماعة ما يُعرف بـ”الجهاز الخاص”، وهو ذراعها السري المسلح، الذي نفذ عمليات اغتيال وتفجير، أشهرها اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي عام 1948، ومحاولة اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في ميدان المنشية عام 1954، في مشهد لا يُنسى سجل أول محاولة لإرهاب الدولة الحديثة.
لم تكن هذه العمليات سوى البداية. فالجماعة رأت في العنف وسيلة لتحقيق غايتها في الوصول إلى السلطة، ولو على جثث الأبرياء. وفي أدبياتها، كما كتب سيد قطب، تم تبرير التكفير والعنف ضد المجتمع تحت مسمى “الجاهلية الجديدة”، وهي الفكرة التي ألهمت لاحقاً التنظيمات الإرهابية الكبرى كـ”القاعدة” و”داعش”.
خيانة وطن.. وتحالفات مشبوهة
عبر العقود، لم يكن ولاء الإخوان يوماً للوطن، بل للتنظيم. تجلى ذلك بوضوح بعد ثورة 25 يناير 2011، حين انقضت الجماعة على السلطة، وأعطت الأولوية للتمكين السياسي عبر “أخونة مؤسسات الدولة”، بدلًا من توحيد الصف الوطني في مرحلة انتقالية حساسة. وتحولت مصر في عهد محمد مرسي إلى دولة فاشلة على حافة الحرب الأهلية.
الأخطر كان تواصل قيادات الجماعة مع جهات أجنبية، وتحديدًا مع الولايات المتحدة، وحماس، وجهات استخباراتية إقليمية، وهو ما اعتُبره كثير من المحللين خيانة للأمن القومي المصري. تسريبات موثقة ومكالمات كشفت استقواءهم بالخارج ضد إرادة الشعب.
الإرهاب بعد السقوط
منذ الإطاحة بحكمهم في 3 يوليو 2013، دخلت الجماعة مرحلة أكثر دموية. تبنوا العنف بشكل صريح أو عبر كيانات موالية مثل “حسم” و”لواء الثورة”، ونفذوا عمليات إرهابية ضد رجال الجيش والشرطة والمدنيين. من تفجيرات الكنائس، إلى استهداف أكمنة، إلى زرع الفوضى في الجامعات، تحولوا إلى خنجر مسموم في قلب الوطن.
وفي حين يواصلون البكاء على “الشرعية”، لا يزال خطابهم عبر منصات الخارج يحرض على القتل والانقسام، ويغذي الكراهية، في مشهد يُجسد أعمق صور الخيانة والعداء لكل ما هو وطني.
جماعة الإخوان ليست فقط كياناً فشل في الحكم، بل تنظيم خطر على أمن الوطن واستقراره. استخدمت الدين ستاراً، بينما باعته في صفقات مظلمة. كانت، وستظل، عنوانًا للفكر المتطرف، والدم المراق، والوطنية الزائفة.