المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي.. صناعة أبطال من قلب الوطن

✍️ الكاتبة الصحفية شيرين عصام
في زمن تتسابق فيه الأمم لصناعة الأبطال ورفع راياتها في المحافل الدولية، أدركت مصر أن الاستثمار في أبنائها هو الاستثمار الحقيقي، فكان المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي — مبادرة وطنية رائدة أطلقتها وزارة الشباب والرياضة تحت قيادة الدكتور أشرف صبحي، لتعيد تشكيل خريطة الرياضة المصرية، وتحوّل المواهب الصغيرة إلى أبطال يرفعون علم مصر عاليًا في البطولات القارية والعالمية.
البداية والرؤية
انطلق المشروع رسميًا في عام 2020 ضمن خطة الدولة لبناء الإنسان المصري وتنمية قدراته في كل المجالات، خاصة الرياضة.
وقد شمل المشروع سبع ألعاب أولمبية رئيسية، واستهدف فئات عمرية من مواليد 2009 إلى 2011، موزعين على 27 محافظة، بواقع أكثر من 100 مركز تدريبي في مختلف أنحاء الجمهورية.
ويُعد هذا المشروع نقلة نوعية في أسلوب اكتشاف المواهب، إذ يعتمد على أسس علمية دقيقة في الانتقاء، تشمل الفحوص الطبية والبدنية والمهارية والنفسية، تحت إشراف لجان متخصصة من المدربين والخبراء.
أهداف المشروع
اكتشاف المواهب في سن مبكرة من جميع محافظات مصر.
توفير رعاية متكاملة تشمل التدريب، التغذية، التأهيل النفسي والطبي.
إعداد قاعدة واسعة من الناشئين لتغذية المنتخبات الوطنية والأولمبية.
تحقيق العدالة في توزيع فرص التدريب، بحيث تصل الرياضة إلى كل قرية ومدينة.
تحويل الموهوبين إلى أبطال قادرين على المنافسة في البطولات العالمية.
إنجازات المشروع
رغم حداثة عمر المشروع، إلا أنه حقق إنجازات ملموسة تؤكد نجاحه:
في المصارعة، أبطال المشروع القومي حصدوا أكثر من 25 ميدالية متنوعة في البطولة الأفريقية للناشئين والشباب والكبار بالإسكندرية.
في رفع الأثقال، اللاعب محمود حسني السيد — أحد أبناء المشروع — حطم رقمًا عالميًا، وتُوج بثلاث ميداليات ذهبية في بطولة العالم للناشئين تحت 17 سنة.
في الجمباز وألعاب القوى، برز عدد من الأسماء الواعدة التي انضمت للمنتخبات القومية وحققت نتائج مميزة على المستويين العربي والأفريقي.
كما نجح المشروع في تأسيس منظومة تدريبية على أعلى مستوى، وربط المواهب بالمراكز الرياضية والأندية الكبرى، لضمان استمرارية التطور وصقل المهارة.
التحديات والطموحات
رغم النجاحات، ما زال الطريق طويلاً أمام استدامة المشروع.
من أبرز التحديات التي تواجهه:
ضرورة توفير دعم مالي مستمر لتغطية احتياجات التدريب والتغذية والسفر.
تأهيل المزيد من الكوادر الفنية والطبية المتخصصة في التعامل مع الموهوبين.
توفير البنية التحتية اللازمة في المحافظات البعيدة.
لكن برؤية واضحة وإصرار لا يلين، تمضي الدولة في استكمال البناء، إيمانًا بأن ما يُزرع اليوم من موهبة، سيُثمر غدًا بطلاً يرفع راية مصر بين الأمم.
المشروع القومي للموهبة والبطل الأولمبي ليس مجرد برنامج رياضي، بل رسالة وطنية سامية تعكس إيمان القيادة السياسية بأن الرياضة أمن قومي وتنمية بشرية قبل أن تكون منافسة وميداليات.
إنه مشروع يصنع أبطالًا، ويغرس الانتماء، ويؤكد أن مصر — بتاريخها وحضارتها — قادرة على أن تكون دائمًا في المقدمة.
تحية لكل مدرب ومسؤول وموهوب يسهم في هذا الحلم العظيم،
وحلمنا جميعًا أن نرى أبناء المشروع على منصات التتويج في أولمبياد باريس ولوس أنجلوس القادمة، يهتفون من القلب:
تحيا مصر