حريق رمسيس يكشف فقدان في أنظمة الحماية

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
يُعد سنترال رمسيس من أهم محاور الاتصالات في مصر: يتحكم باتصالات القاهرة والدلتا والصعيد، ويُعد نقطة ربط أساسية لحركة الإنترنت بين آسيا وأوروبا – أي أنه “نقطة فشل واحدة” تؤثر في عدة قطاعات.
فقد شب حريق كبير مساء الاثنين 7 يوليو 2025 في مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، في الطابق السابع، امتد إلى عدة طوابق وظل مشتعلاً نحو 13 ساعة مع تجدد عدة مرات.
أسفر الحريق عن وفاة 4 أشخاص (مهندسون من المصرية للاتصالات) وإصابة حوالي 27–33 آخرين بحالات اختناق وجروح.
تدخلت حماية القاهرة المدنية بـ 12 سيارة إطفاء وسلالم هيدروليكية، وتم فصل التيار الكهربائي والغاز لمنع انتشار الحريق إلى المباني المجاورة.
تعطلت خدمات الاتصالات والإنترنت لعدد كبير من المستخدمين – تأثر نحو 50 ألف عميل بشكل كامل، مع تضرّر خدمات المحمول والبنوك والطيران والتموين الإلكتروني.
طبقًا للوزارة، عادت نحو 80% من الخدمات قبل نهاية الثلاثاء، وتُستعاد باقي الخدمات تدريجيًا كل 5 ساعات حتى تصل لـ100% خلال 24 ساعة.
تم استئناف خدمات مثل “فودافون كاش” بالكامل اليوم الثلاثاء، وإنترنت المستخدمين بدأ يعود تدريجيًا، رغم وجود بطء في بعض المناطق.
تفقد وزير الاتصالات طارق طلعت المبنى فجر الثلاثاء وطمأن بأن نقل الخدمات إلى سنترالات بديلة ساهم في الرفع التدريجي للخدمة خلال 24 ساعة.
النيابة العامة زارت الموقع وأجرت معاينات خارجية وداخليّة لاستكشاف الأسباب؛ وتم الاستماع لأقوال المصابين وتعيين الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة.
لجنة الاتصالات بمجلس النواب أطلقت تحقيقًا موسعًا برئاسة النائب أحمد بدوي، وألمت بتوصيات عاجلة لإعادة تأهيل بنية الاتصالات وضمان عدم تكرار الحوادث.
وكان هناك أبطال كثيرين من الحماية المدنية أسهموا بكل إخلاص ووطنية فى السيطرة على النيران
يُذكر منهم الرائد طارق الدسوقي من الحماية المدنية الذي دخل إلى وسط النيران لإنقاذ موظفين، وبقي داخل المبنى حوالي 17 ساعة حتى أنهكته النيران والإرهاق – وهو رمز للتضحيات الكبيرة أثناء السيطرة على الحريق.
لكن فقدان أنظمة الحماية مثل التبريد التلقائي يشير إلى احتمال تقصير في إدارة الأزمات والبنية التحتية.
الدروس المستفادة ضرورة وجود خطط بديلة وأنظمة حماية فعالة لبنية الاتصالات حتى لا يتكرر مثل هذا الحادث مره اخرى.