الحقد… نار تحرق صاحبها

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
الحقد شعور أسود يولد في القلوب الضعيفة، ويترجم إلى أفعال تافهة لكنها قد تترك أثراً عميقاً في حياة الآخرين. قد يكون الحاقد عاجزاً عن تحقيق النجاح بنفسه، فيلجأ إلى محاولة هدم نجاح غيره، غير مدرك أن الأقدار لا تُغيَّر إلا بما كتبه الله.
قصة الطالبة التي تلاعبت برغبات صديقتها في استمارة “ستيم” لمجرد الغيرة والحقد، تكشف الوجه القبيح لهذا الشعور. لم يكن هدفها سوى أن ترى زميلتها تُحرم من مستقبل تستحقه، وأن تُطفئ بداخلها شعلة الأمل. لكن الحقيقة أن ما فعلته لم يعبر عن قوة أو ذكاء، بل عن قلب ضعيف امتلأ غلاً وحسداً.
الحقد لا ينجح في إسقاط الناجحين، بل يفضح أصحابه. فالله سبحانه يقول:
{أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} [النساء:54].
الحاسد يتألم كلما رأى غيره يتقدم، فيتحول إلى آلة هدم بدل أن يكون إنساناً يحمل طموحاً. ومع ذلك، يبقى النجاح حليف المجتهدين، ولو تأخر الطريق قليلاً. أما الحاقد، فسيبقى أسير ضعفه، تلتهمه نيران قلبه قبل أن تؤذي الآخرين.
رسالتنا للبنات والشباب: لا تتركوا الحقد يتسلل إلى قلوبكم، ولا تسمحوا لأحد أن يتحكم في مستقبلكم. النجاح ليس رزقاً محدوداً، بل رزقاً موزعاً بعدل إلهي. كل إنسان له نصيبه، والحقد لا يزيد إلا خسارة.