مقالات

كيف أنهى حسام حبيب مسيرة نجمة

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

شيرين عبد الوهاب لم تكن مجرد مطربة عابرة في تاريخ الغناء العربي، بل أيقونة حملت صوت مصر إلى قلوب الملايين. منذ بدايتها بصوتها الدافئ وأغانيها الصادقة، صنعت لنفسها مكانة خاصة لا ينافسها فيها أحد. ولكن، ما حدث في السنوات الأخيرة فتح باباً للتساؤل: كيف تحولت “النجمة” التي كنا نراها على قمة المجد الفني، إلى عنوان مثير للجدل؟

الجواب يتقاطع دائماً مع اسم حسام حبيب.

من قصة حب إلى قصة صراع

دخلت شيرين في علاقة عاطفية مع حسام حبيب بدت في بدايتها جميلة وحقيقية، وأعطت لجمهورها صورة رومانسية. لكن بمرور الوقت، بدأت تظهر أزمات متكررة؛ خلافات تُنشر على الملأ، تسجيلات صوتية، قضايا متبادلة، وحتى تصريحات مليئة بالاتهامات. لم تعد شيرين حديث الناس بسبب أغنياتها، بل بسبب تفاصيل حياتها الخاصة التي استنزفت طاقتها وصورتها أمام جمهورها.

انعكاس الأزمة على فنها

توقفت لسنوات عن إصدار ألبومات جديدة بانتظام.

حفلاتها أصبحت مرتبطة بالشائعات أكثر من ارتباطها بالموسيقى.

أعمالها القليلة في هذه الفترة لم تحقق النجاح الذي اعتاد عليه جمهورها.

الجميع أصبح يربط مسيرتها الفنية بما يعيشه قلبها وعقلها من صراع. حتى مع عودتها للغناء بين الحين والآخر، لم تستطع استعادة نفس البريق الذي صنعته في بداياتها.

حسام حبيب.. بداية النهاية؟

قد يرى البعض أن حسام حبيب لم يكن السبب الوحيد في ما جرى، وأن شيرين نفسها تتحمل جزءاً من المسؤولية، لكن المؤكد أن وجوده في حياتها تزامن مع أسوأ مراحلها الفنية. العلاقة لم تسرق منها فقط استقرارها النفسي، بل حرمتها من التركيز على ما وُلدت من أجله: الغناء.
شيرين عبد الوهاب.. لماذا لا تستحق كل هذا التأييد؟

فنانة صنعت تاريخاً فنياً يليق بأسطورة، وكان يمكن لها أن تكون في مكانة أكبر بكثير مما هي عليه الآن. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها، أن شيرين لم تكتفِ بتضييع موهبتها، بل سلمت حياتها الفنية والشخصية على طبق من ذهب لرجل لم يكن أبداً على قدر هذه الثقة: حسام حبيب.

الاستسلام القاتل

لم يُجبر أحد شيرين على الدخول في هذه الدوامة، ولم يفرض عليها أحد أن تجعل حياتها الزوجية على حساب فنها. هي من اختارت أن تستسلم، أن تنساق خلف علاقة أنهكتها نفسياً ومهنياً، حتى فقدت بريقها وصارت حديث الصحف بسبب مشاكلها لا بسبب أغنياتها.

الجمهور الذي ظل سنوات يساندها ويقف بجوارها في كل محنة، لم يعد يرى سوى شيرين الضعيفة المستسلمة، التي تتراجع خطوة بعد الأخرى بينما صوتها الذي كان يشع نوراً يذبل أمام أعيننا.

خسرت نفسها قبل أن تخسر جمهورها

الكارثة ليست فقط في أن حسام حبيب كان سبباً مباشراً في انهيار مسيرتها، بل أن شيرين منحت له هذه الفرصة. تجاهلت نصائح الأصدقاء، وضربت بمخاوف جمهورها عرض الحائط، وفضلت التعلق بعلاقة عقيمة بدلاً من التمسك بفنها الذي صنع منها نجمة العرب.

هي من فتحت الأبواب للفوضى، وهي من ساعدت في هدم ما بنته بسنوات من الجهد والإبداع.

لماذا كل هذا التأييد؟

اليوم، ما زالت هناك أصوات تبرر وتدافع عن شيرين، وكأنها ضحية بريئة بلا حول ولا قوة. لكن الحقيقة أن من يستسلم لتدمير نفسه لا يستحق كل هذا التعاطف. الدعم الحقيقي للفنان يجب أن يكون بقدر مسؤوليته عن موهبته، وليس على حسابها.

شيرين لم تُهزم بفعل الظروف، بل استسلمت بإرادتها. وهذا يجعلنا نتساءل: إلى متى سيظل الجمهور يغفر لها ضعفها، ويُهمل حقه في فنانة قوية تستحق مكانتها؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى