مقالات

أين سينما القصص الملهمة.. بقلم ياسمين مجدي

سؤال كان يلح كثيرًا على ذهني بينما كنت أتابع منذ أيام قليلة فيلم”النمر الأسود” للعبقري الراحل أحمد ذكي الذي جسد ببراعة قصة أحد الشباب المصريين الذي عافر وعبر البحار وفحت في الصخور كي يصبح من أهم رجال الأعمال نعم خارج مصر وكيف وصل من أقصى قيعان البحار لأعلى قمم الجبال وكون عائلة مكونة من زوجة وابن يخلفه في مشواره.

وهذا إن دل على شيء يدل على أن مازال الأمل موجود سواء داخل مصر أو خارجها فهي رسالة لكل الشباب الذين مازالوا يجلسوا على المقاهي في انتظار خطابات القوى العاملة لماذا وأنت من داخلك تستطيع أن تقهر كل هذا وتسعى وتبحث فجميل أن ننتظر أن يأتي الفرج من عند الله ولكن المقولة تقول” اسع يا عبدي وأنا أسعى معك” فكلنا شاهدنا من خلال الفيلم أن هذا الشاب نشأ في بيت فقير لم يتلق أي تعليم ولكن اجتهد وعافر ونجح في حرفته اليدوية التي تعلمها وبسببها أصبح مخترعًا وعندما اكتشف أنه يهوى رياضة الملاكمة لم يتدخر جهده بل تعب وتدرب ولعب وأصبح من أشهر اللاعبين في العالم هل تتخيل معي عزيزي القارئ فبالرغم من جهله وعدم تلقيه التعليم المناسب يعرف أهمية الرياضة في حياة الإنسان ويعرف أن العقل السليم في الجسم السليم.

أكتب لكم يا قرائي حكاية هذا الفيلم كمثال صريح على ما أريد أن أقوله من خلال مقالي هذا فأتحدث عن أن للأسف الأفلام السينمائية لم تعد تقدم مثل تلك النماذج الملهمة والتي تمنح الطاقة الإيجابية لهؤلاء الشباب العاطلين وتبث في أنفسهم روح القتال والمغامرة والحث على العمل والنزول والبحث عن عمل ولو بسيط حتى لو اضطر للسفر خارج البلاد يبحث ويعافر مثلما فعل هذا الشاب المصري ولو أن الحال في وقتنا هذا تبدل كثيرًا وقلت نسب البطالة وأصبح هناك الكثير من فرص العمل التي تنتظر شبابنا في هذا البلد …

فهناك الكثير من الأبطال المصريين في شتى المجالات ويمكن من أكثرها المجال الرياضي الملئ بالأبطال الذين يسجلون أروع الأمثال ولهم العديد من القصص الملهمة التي لابد من أن تجسد على شاشات السينما وفي الدراما التليفزيونية على حد سواءحتى نتعلم منها ويتعلم منها الجيل الجديد.

فأتمنى من المسؤولين عن الإنتاج السينمائي والدرامي التعمق في البحث عن تلك القصص الملهمة وأبطالها كي يتم تقديمها من خلال الأفلام والمسلسلات التليفزيونية بدلًا من النماذج السيئة وأفلام القتال والضرب والمخدرات التي كنا نراها في الأونة الأخيرة حتى يتشبع منها الأجيال الجديدة ونبث من خلالها داحلهم روح المثابرة والتحدي من أجل تقدم مصرنا واستعادة مكانتها أمام العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى