نقطة نظام .. بقلم / كواعب أحمد البراهمي

تعودت عندما أقوم بنقد لسلوك عام يصدر من جهه معينة أن أتعامل بحيادية، وأحاول قدر جهدي ألا أكتب رأيا شخصيا، وعندما بدأ ينتقد العامة ما يحدث من حفلات في المملكة العربية السعودية، لم أكتب لأنني أعتقد أن الدين هو مسئولية كل إنسان تجاه نفسه وتجاه من هو مسؤول عنهم في أسرته أولا، حتى يصل كل فرد فيها لسن المساءلة.
وأرى أنه عندما نطلب من دولة معينة أن تحافظ على كل مظاهر الدين، وأن تلزم كل رعاياها بذلك، دون الاخذ في الاعتبار أنهم بشر لهم حق الخطأ والصواب ولهم حق الطاعة والمعصية.
وأن فكرة أن نفترض فيهم أو نلزمهم بذلك دون إرادة منهم، فهو ظلم لهم يولد الكبت الذي يؤدي إلى الانفجار أو نحن أيضًا لا نملك ذلك.
ولماذا نطلب منهم ذلك في الوقت الذي تفعل فيه رعايا الدول الأخرى ما يريدون سواء علنا أو سرا.
ولكن إذا أخذنا في الاعتبار أن المملكة العربية السعودية، بها أهم الأماكن المقدسة والتي يجب أن تكون على قدر من الهيبة والوقار، وتلتزم بالاحتشام في التصرفات، وحتى لو كانت هناك معاصي من مواطنيها مثل رعايا أي دولة على الكوكب فعلى الأقل لا يجوز الجهر بها.
ويجب الا تكون تلك السلوكيات بهذا العبث والاستهتار والتى تحدث تحت مسمى فنون.
صحيح أن مدينة مكة المكرمة والمدينة المنورة بعيدين عن تلك الحفلات، ولكن ما يحدث في الحفلات المنقولة عبر الاثير وشاشات التلفاز تؤذي مشاعر المسلمين في كل مكان، ليس لأنهم جميعا أتقياء انقياء لا يخطئون، ولكن لأن استخدام علم عليه لفظ الجلالة وكلمة التوحيد فتجعله الفنانات حول جسدها المكشوف، أو يرفعه الفنان فرحا وزهوا في حفل غنائي خطأ جسيم.
وكذلك جعل عارضات الأزياء بالملابس المكشوفة والخليعة تظهر على المسارح في الحفلات فهو خطأ جسيم، وأنه عندما تقوم المملكة العربية السعودية بترك الأمور تسير دون سيطرة ودون اهتمام ودون الأخذ في الاعتبار أنها الدولة المسلمة الأولى وبها قبلة جميع المسلمين في كل العالم، فإنها تؤذي مشاعرنا.
فلتفعلوا في بلدكم ما تشاءون ولكن تذكروا أن الدولة السعودية هي الدولة الإسلامية الأولى والتي يذهب إليها ويحبها بشر من كل شعوب الأرض ولها في قلوبهم مشاعر قوية عالية وأنها أحب البلدان إلى كل مسلم لما فيها، وأنها يجب أن تكون على قدر المسئولية ولا تكتفى بأنها تحافظ على أماكن الشعائر المقدسة وكفى، لا هي كدولة عليها عبء كبير في رسم الصورة الصحيحة والجميلة عن البلد التي بها بيت الله الحرام، وأماكن المشاعر المقدسة.