مقالات

أمراض الكبار تسكن أجساد الأطفال

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

تدهور الصحة بسبب الأكل غير الصحي وتأثيره على الأطفال

لم يعد خطر الأكل غير الصحي يقتصر على الكبار فقط، بل أصبح الأطفال هم الضحية الأولى لهذه العادات الغذائية الخاطئة. ومع انتشار الوجبات السريعة والمشروبات الغازية والأطعمة المليئة بالدهون والسكريات والمواد الحافظة، صار من الطبيعي أن نشهد جيلًا يواجه أمراضًا لم تكن تُعرف في سن مبكرة من قبل.

1- انتشار السمنة وأمراض العصر

السمنة في الطفولة لم تعد مجرد زيادة وزن، بل هي بوابة لأمراض خطيرة مثل السكري من النوع الثاني، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب والكبد الدهني. والأدهى من ذلك أن الطفل الذي يعاني من السمنة في صغره غالبًا ما يستمر في المعاناة منها عند الكبر، مما يعني أن المشكلة تمتد مدى الحياة.

2- ضعف المناعة وتأخر النمو

الأطعمة غير الصحية تفتقر إلى الفيتامينات والمعادن الضرورية لنمو الأطفال. الإفراط في تناول الأطعمة المصنعة يؤدي إلى ضعف المناعة، تأخر النمو البدني والعقلي، إضافة إلى مشاكل في العظام والأسنان نتيجة نقص الكالسيوم والفيتامينات الأساسية.

3- التأثير النفسي والسلوكي

الدراسات الحديثة أثبتت أن السكر والدهون الزائدة تؤثر على المزاج والتركيز عند الأطفال، مما يسبب ضعف التحصيل الدراسي وفرط الحركة والعصبية. ومع مرور الوقت قد يفقد الطفل ثقته بنفسه نتيجة السمنة أو الأمراض المرتبطة بها، فيدخل في دوامة نفسية خطيرة.

4- مسؤولية الأسرة والمجتمع

لا يمكن أن نُلقي باللوم على الطفل وحده، فالأسرة هي القدوة الأولى، والمجتمع عليه مسؤولية كبرى في التوعية. المدارس يجب أن تلعب دورًا في نشر ثقافة الأكل الصحي، والدولة مطالبة بوضع قوانين تحد من إعلانات الوجبات السريعة التي تستهدف الأطفال بشكل مباشر.

5- الطريق إلى الإنقاذ

الحل يبدأ من البيت: إدخال الخضروات والفواكه إلى النظام الغذائي اليومي، التقليل من السكريات والدهون، وتشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة. كما أن الحوار مع الطفل وشرح أهمية الغذاء الصحي يجعله أكثر وعيًا وقدرة على الاختيار.

الأكل غير الصحي ليس مجرد رفاهية أو عادة عابرة، بل هو قنبلة موقوتة تهدد صحة الأطفال ومستقبل الأجيال القادمة. إذا لم نتحرك اليوم لحماية أطفالنا من هذا الخطر، سنجد أنفسنا أمام جيل مريض جسديًا ونفسيًا، وهو ما يشكل تهديدًا حقيقيًا للمجتمع بأكمله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى