مصر.. صوت العقل في زمن الجنون

بقلم الكاتبة الصحفية / شيرين عصام
بين أنين الأطفال وصمت العالم، تتعالى صرخة غزة تطالب بحقها في الحياة. وبين ركام الدمار، تشرق من أرض الكنانة رسالة سلام جديدة، تؤكد أن مصر — رغم كل التحديات — ما زالت الحصن والمدافع عن الإنسانية.
في زمنٍ تتسابق فيه الأمم نحو الحضارة والتقدم، ما زال هناك من يصرّ على إبادة شعبٍ أعزل، وطمس ملامح الإنسانية في غزة الجريحة.
أطفال يُقتلون في أحضان أمهاتهم، ونساء يبحثن عن بقايا حياة بين الركام، وشيوخ ينتظرون الموت بكرامة بعدما صمت العالم.
أي ضمير هذا الذي يقف متفرجًا على المجازر اليومية وكأن الدم الفلسطيني رخيص؟
لقد تجاوزت الحرب في غزة حدود السياسة، وأصبحت جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس.
إن وقف الحرب في غزة لم يعد مطلبًا سياسيًا فحسب، بل ضرورة أخلاقية وإنسانية يجب أن تتحد من أجلها أصوات العالم الحر.
فالصمت خيانة، والحياد مشاركة في الجريمة.
آن الأوان لأن يدرك العالم أن الأمن لا يُبنى على جماجم الأبرياء، وأن السلام لا يولد من فوهة بندقية.
وفي خضم هذا الدمار، تقف مصر اليوم في شرم الشيخ حاملة راية السلام، مستضيفة قمة إقليمية ودولية تهدف إلى وقف الحرب وفتح ممرات إنسانية عاجلة لأهالي غزة.
تحركات مصر ليست مجرد جهود دبلوماسية، بل واجب وطني وإنساني نابع من تاريخها الطويل في الدفاع عن القضية الفلسطينية.
ومن أرض السلام — شرم الشيخ — ترسل مصر رسالة قوية إلى العالم:
أن السلام العادل هو الطريق الوحيد للأمن، وأن وقف نزيف الدم أهم من كل حسابات السياسة.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد مجددًا أن مصر لن تتخلى عن دورها التاريخي، وأن الحل السياسي هو السبيل لإنقاذ الأرواح وإعادة الأمل.
🤍 مصر.. نبض الإنسانية ومعبر الأمل
لم تكتفِ مصر بالبيانات ولا بالمواقف السياسية، بل كانت — وما زالت — الدرع والسند للشعب الفلسطيني.
فعلى أرض رفح، يتحرك الأمل مع كل قافلة مساعدات إنسانية تحمل الغذاء والدواء والدماء لإنقاذ الجرحى.
الجنود المصريون والأطقم الطبية والمتطوعون يعملون ليلًا ونهارًا لتخفيف معاناة المدنيين في غزة، في مشهد يعكس أصالة مصر وإنسانيتها التي لا تنطفئ.
ومن شرم الشيخ إلى رفح، تتوحّد الرسالة المصرية:
أن مصر ستبقى قلب العروبة النابض، وصوت الضمير الإنساني الذي يرفض الظلم ويؤمن أن السلام العادل هو حق الشعوب في الحياة والكرامة.