مقالات

من القلب…. أحلام تنتحر في صمت بقلم د/ مها علي دليور

الشباب كتلة ضخمة من الطاقة الجبارة، طاقة قادرة على تحريك الكرة الأرضية من مكانها.
لكن ما يحيط بهم اليوم من مدخلات كثيرة وسريعة – من مواقع التواصل الاجتماعي، والمقاطع المصوّرة القصيرة، والأحداث المتلاحقة – يشكّل سلاحًا ذو حدّين. فهي تسهم في شحذ انتباههم، لكنها في الوقت ذاته تشتت تركيزهم عن أهدافهم، لتصبح العدو الأول لطموحاتهم، والسلاح الفاتك لأحلامهم.

فالشاب، وسط هذا الطوفان من المعلومات، يعيش حالة من الزحام الفكري، فتتحد طاقته الكبيرة التي لا تجد مخرجًا سوى التصفح السريع، مع أفكاره المتشابكة التي لا تجد متنفسًا إلا في توافه الأمور من تنمّر ومقالب وألعاب إلكترونية بلا قيمة. ويقوده ذلك تدريجيًا إلى الهروب من مسؤولياته، وقد يرتكب أخطاء لا تُحتوى، فنشهد حينها صدمة الأهل وحسرتهم على ابنٍ أو ابنة خرجت من دائرة السيطرة دون سابق إنذار. لكن جوهر المشكلة يكمن غالبًا في غياب الرقابة الواعية، وفي ترك الأبناء لفتن هذا العصر دون توجيه أو احتواء، بدلًا من استثمار قدراتهم فيما ينفع.

أما إن وُجّهت تلك الطاقة الجبارة إلى ما هو نافع، وتدرّب الشاب على تحويل أفكاره إلى إنجازات – كأن يكتب، أو يرسم، أو يغنّي، أو ينحت، أو يستثمر التقنية الحديثة في مشاريع إبداعية – فسنشهد جيلًا قادرًا على تغيير فكر العالم بأسره.

تحية لكل شاب لم يفرط في ثروة شبابه واستثمرها خير استثمار، وإجلال واحترام لكل والدٍ ووالدةٍ أحاطوا أبناءهم بالرعاية والاحتواء، فكانوا لهم سندًا وداعمًا في كل مراحلهم.

د/ مها علي دليور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى