الثانوية العامة والبكالوريا الجديدة: بين إرث الماضي ورهانات المستقبل

✍️ الكاتبه الصحفيه: شيرين عصام
لا تزال قضية التعليم الثانوي تثير الجدل في المجتمع المصري والعربي، فالثانوية العامة لطالما اعتُبرت “شبح البيوت” ومصدر قلق للأسر، بينما يطل النظام الجديد – البكالوريا – كبديل يسعى لإحداث نقلة نوعية. فهل نجح في تجاوز عيوب القديم؟ وما مميزاته وعيوبه مقارنة بالنظام التقليدي؟
أولًا: الثانوية العامة (النظام التقليدي)
المميزات:
1. بساطة النظام: امتحان نهائي يحدد مصير الطالب، ما يجعل الطريق واضحًا للجميع.
2. مقياس موحد: يطبق على كل الطلاب، مما يضمن نوعًا من العدالة في التقييم.
3. تركيز الجهد: الطالب يوجّه كل طاقته نحو عام واحد مصيري.
العيوب:
1. امتحان الفرصة الواحدة: أي خطأ أو ظرف طارئ قد يُهدر مستقبل الطالب.
2. ضغط نفسي هائل: يتحول العام الدراسي إلى مصدر توتر مستمر للأسرة بأكملها.
3. الاعتماد على الحفظ والتلقين: يهمش التفكير النقدي والإبداعي.
4. صناعة الدروس الخصوصية: يرهق ميزانية الأسر ويضعف قيمة المدرسة.
ثانيًا: نظام البكالوريا الجديد
المميزات:
1. تقييم تراكمي: يعتمد على عدة سنوات (غالبًا ثلاث)، ما يوزع الجهد ويقلل من رهبة الامتحان النهائي.
2. قياس شامل: لا يقتصر على الحفظ، بل يشمل البحث، المشاريع، والاختبارات العملية.
3. مرونة في التخصصات: يتيح للطالب اختيار مسارات تناسب قدراته وميوله.
4. تطوير المهارات: يعزز مهارات التفكير النقدي، حل المشكلات، والاعتماد على التكنولوجيا.
العيوب:
1. تعقيد النظام: يحتاج إلى تدريب للطلاب والمعلمين لفهم آلياته.
2. مخاوف من عدم تكافؤ الفرص: تفاوت البنية التحتية بين المدارس قد يخلق فجوة بين طلاب المدن والقرى.
3. زيادة الأعباء: التقييم المستمر قد يتحول إلى ضغط متواصل بدلًا من توزيع الجهد.
4. ضعف التجهيز: في بعض الدول، لم تُبنَ البيئة التعليمية كاملة بعد لتطبيق النظام الجديد بفاعلية.
الثانوية العامة التقليدية نجحت في البقاء لسنوات رغم انتقاداتها، لأنها واضحة المعالم وسهلة التنفيذ، لكنها أثبتت أنها غير عادلة ولا تُنصف قدرات الطلاب الحقيقية. أما البكالوريا الجديدة فهي تحمل وعودًا كبيرة بتغيير الصورة، لكنها لا تزال تحتاج إلى تهيئة البنية التحتية، تدريب المعلمين، وضمان العدالة التعليمية حتى لا تتحول إلى مجرد نسخة مطورة من نفس المشكلات.