لغة الضاد تراث يجمعنا

اللغةُ ليست مجرد أصواتٍ يعبثُ بها الهواء، ولا حروفاً نخطّها على الورق؛ إنها مسكنُ الوجود، ومرآةُ الكينونة التي نرى فيها وجوهنا وتاريخنا، هي جغرافية الروح التي لا تحدّها خرائط، والوطنُ الذي نحمله في صدورنا أينما ارتحلنا، وحين يُطلُ علينا الثامن عشر من ديسمبر، فنحن لا نقف أمام ذكرى عابرة، بل أمام معجزة البيان التي حفظت لهذه الأمة ذاكرتها من التبعثر، وصاغت وجدانها بمدادٍ من نورٍ وخلود.
وفي الذكرى الثامنة عشرة من ديسمبر 2025، تُطلق أكاديمية دمشق للتدريب والوعي المجتمعي عرساً ثقافياً وعلمياً مهيباً، يعيد للغة العربية مكانتها في الصدور قبل السطور، وكيف لا؟
وهو “اليوم العالمي للغة العربية”؛ لذا تنظم الأكاديمية، في خطوة ريادية وتشاركية، المهرجان الدولي الأول، تحت شعار:
(لغة الضاد…. تراث يجمعنا)
وذلك يومي الخميس والجمعة 18-19 ديسمبر 2025.
فحين تتحدث (الضاد)، تُصغي مسامعُ الزمن؛ فهي اللغة التي وسعت كتاب الله لفظاً وغاية، وما ضاقت عن وصف شعورٍ أو اختراع، إنها سيدة اللغات التي هندست عقولنا، ورسمت ملامحنا العربية.
هذا الحدث الاستثنائي ليس مجرد مؤتمر عابر، بل هو
“تحالف استراتيجي للمعرفة” يجمع أكاديمية دمشق مع قامات علمية دولية كبرى، متمثلة في كلية الدراسات الأفروأوروبية العليا بجامعة النيل الأوروبية، والمجموعة الدولية للدراسات العلمية والتكنولوجيا، يأتي هذا التعاون ليؤكد أن لغة الضاد هي الخيط الناظم الذي يربط نسيجنا العربي؛ فلُغتنا ليست وسيلة تواصل فحسب، بل هي الجسر المتين الذي يربط ضفاف النيل بجبال قاسيون، وسهول اليمن بحواضر العرب، من المحيط إلى الخليج، ومن القارة السمراء إلى قلب أوروبا.
ويقود هذا الحراك الثقافي نخبة من صناع الوعي، وقاماتٌ علمية آمنت بأن الكلمة أمانة:
• تتقدمهم الدكتورة تغاريد محمد الفواز (رئيس أكاديمية دمشق / سوريا)، التي حملت على عاتقها رسالة بناء الإنسان من خلال الكلمة والفكر.
• وبشراكة أكاديمية رفيعة مع الأستاذ الدكتور علي أحمد جاد بدر (عميد كلية الدراسات الأفروأوروبية العليا بجامعة النيل الأوروبية / مصر).
• وقيادة إدارية متميزة من الأستاذ الحسن زين عزي عبدالله (الرئيس التنفيذي للمجموعة الدولية للدراسات العلمية والتكنولوجيا / اليمن).
إن ما يميز مهرجان “لغة الضاد.. تراث يجمعنا” هو تلك اللوحة الفسيفسائية الرائعة التي يشكلها المشاركون؛ حيث تلتقي نخبة من كبار الباحثين والأكاديميين والعلماء من شتى أقطار الوطن العربي ستتداخل الرؤى، وتتمازج اللهجات لتصب في نهر الفصحى العظيم، بمشاركات فاعلة من قامات علمية من (سوريا، اليمن، العراق، الأردن، المغرب، وغيرها من الدول الناطقة بلسان الضاد).
ونعدكم بأن يكون المهرجان ساحة فكرية مفتوحة، نناقش فيها كُل ما يخص لغتنا العربية، والتحديات التي تواجهها، ونستعرض فيها كنوز تراثنا الذي يجمعنا رغم الحدود والمسافات.
فرسالة “أكاديمية دمشق للتدريب والوعي المجتمعي” توجهها للعالم أجمع:
“إن أمة تقرأ بلسانها العربي المبين هي أمة حية، ولادة، وقادرة على استعادة مجدها الحضاري، فاللغة التي تحيا في الوعي، تحيا في المستقبل، واللغة التي لا تُنتج معرفة، ولا تحضر في القرار، محكوم عليها بالتراجع، مهما بلغ مجدها التاريخي”
إعداد:
عهد محمد المحمودي
اللجنة الإعلامية – أكاديمية دمشق للتدريب والوعي المجتمعي



