مقالات

جاهزية وحكمة القيادة السياسية والجيش المصري بين مطرقة التخوين وسندان تصفية القضية

مقال رأي بقلم د. محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية
بعد تعدد حالات القصف غير المقصود على حدود مصر حسب تصريحات حماس وإسرائيل أود أن يتحلى جميع المصريين بسعة الصدر والهدوء والتفكير في الأمور بالقدر الكافي من الروية والوعي بكافة التفاصيل وبعيدا عن الفوران العاطفي والادراك بأن مصر دولة مؤسسات تدرس الموقف حاليا والموقف الاستراتيجي في ضؤ كل المعطيات المحلية والإقليمية والدولية وأن مصلحة الوطن هي التي تقرر خوض الحروب من عدمه وأيا كان مصدر المقذوفات الأخيرة على نويبع وطابا فإنه لن يتم استدراك مصر لحرب من أي طرف كان سواء حماس أو أي كان من فصائل المقاومة الفلسطينية أو حتى من قيادة إسرائيل اليمينية الحالية .
أن صوت العقل يقول لا للعقاب الجماعي لا للتهجير القسري لا للتجويع لا لقصف المستشفيات والمدارس والكنائس والمساجد والمنازل لا لقطع الكهرباء والمياه ومنع دخول أي مواد إغاثة ومواد إعاشه لشعب يُقتل وهو محاصر على أرضه بهدف إجباره على الاختيار بين الموت أو ترك أرضه وتصفية القضية الفلسطينية للأبد ، فتحية لأبناء فلسطين المرابطين في الضفة الغربية وغزة الأبية .
بينما صوت الغرب يقول إن إسرائيل لها الحق في الدفاع عن نفسها ، وان الغرب سوف يدمر حركة حماس لضمان عدم تكرار ما حدث يوم ٧ أكتوبر الماضي من حركة حماس ، ويدعي الغرب أن القوات الأمريكية جائت للمنطقة لمنع فتح جبهات جديدة ومنع التصعيد رغم كل ما تفعله إسرائيل وأمريكا من تصعيد في كل الجبهات .
بينما الواقع يفضح تجار الدين وتجار القضية الفلسطينية من بيننا ، فلا حرب جيش مصر للاحتلال يسعدهم ولا امتناع مصر عن التصعيد يرضيهم ، عار على كل من يريد دفع المال لمصر لقبول الفلسطينيين داخل مصر ، عار على من ينكر دور مصر فى التهدئة لإيصال المساعدات لأهل غزة لضمان بقائهم مرابطين على أرضهم .
أن الحكمة أهم من القوة حتى مع امتلاك القوة فإن الحكمة تقتضي عدم مجاراة المجنون وصاحب المخطط الشيطاني في الدمار منعا لنقل الخسارة من صاحب المؤامرة إلى المستهدف من وراء المؤامرة لذا يجب عدم الانسياق وراء دعوات باطلة باسم أدعياء الدين وأدعياء البطولة المزيفة .
أن قادة حماس والمقاومة الفلسطينية في تركيا وقطر وليس غزة فماذا فعلت تركيا التي هي عضو في الناتو وماذا فعلت قطر التي على أرضها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية وللأسف لا تزال قطر ترعى على أرضها قادة كل الجماعات التي تسيء للإسلام ولا تستطيع أن تطلب من حليفها الأمريكي وقف ما يحدث في غزة .
أن الحرب الحالية على الفلسطينيين ستكون طويلة والجميع يعلم أن الجيش المصري لا يخشى أي مواجهة مع أيا كان والجميع يعلم أن الجيش ليس في مرحلة الاسترخاء لأنه حارب الإرهاب في سيناء وليبيا خلال السنوات الأخيرة ولديه الاستعداد القتالي اللازم فضلا عن دعمه لمشروعات وتوجهات الدولة للتنمية الاقتصادية ؛ لذلك مطلوب أن يتم إضعاف هذا الجيش ووقف عجلة البناء والتنمية في مصر بأي ثمن .
أن الجيش المصري أهم دروسه خلال الحروب السابقة ضد الكيان الصهيوني هي أن يختار الجيش المصري المكان والزمان لبدء أي حرب وليس العدو وأعوانه في الغرب وذيوله في الشرق .
أكرر أن حرب جماعة الإخوان المسلمين على مصر مستمرة لأنهم مدعومين إعلاميا وماليا وسياسيا من قطر وتركيا ولندن وواشنطن ولن تنتهي تلك الحرب قريبا وسيظل هناك المتعاطفين مع هذا التيار بحجة كونه تيار يعبر عن الدين والدين منه بريء ويتم الآن الزج باسم القوات المسلحة المصرية في أبواق تخوين الإخوان المسلمين للجيش المصري بحجة أن الجيش المصري لايريد أن يخوض معارك ضد الكيان الصهيوني لمناصرة الفلسطينيين ومن ناحية أخرى لا يوجد أي رد فعل عربي داعم بالتنديد لما تفعله إسرائيل ويفعله الغرب الداعم لإسرائيل كما لا يوجد أي شجب عربي كما كان يحدث سابقا كما لا توجد أي وعود عربية بأموال حقيقية لإعادة إعمار غزة وأصبح العرب على مستوى الإعلام ورجال الدين العرب يطالبوا جيش مصر وحكومة مصر بالتدخل وماذا عن جيوش وحكومات العرب التي لها علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية والتي تستضيف القواعد الأمريكية في بلاد العرب هل هذه القواعد لحماية البترول فقط أم لحماية تلك الأنظمة العربية فقط ، لماذا لا تطلب تلك الأنظمة العربية من حلفائها في الغرب إنهاء هذه الحرب على غزة فورا .
وكيف يكون قادة حماس في تركيا وقطر وتتفاجيء قطر وتركيا بما حدث ولا يستطيعوا فعل أي شيء للتهدئة أو طمأنة الغرب بما يريد أن يصل إليه وهو معلن ومعروف ويتمثل في :-
. الافراج غير المشروط عن كافة الرهائن لدى حماس
. اعتراف حماس بدولة إسرائيل
. قبول حماس بحل الدولتين وليس حل الدولة الواحدة على حساب إسرائيل
. تصفية سلاح وفكر المقاومة لدى حماس وترك السياسة للسلطة الفلسطينية الرسمية
، وهي جميعها أمور مرفوضة لدى حماس لذلك فإن المطلوب من إسرائيل والمطلوب من حماس استمرار التصعيد وجذب أكبر عدد من الأطراف الإقليمية والدولية إلى هذا الصراع وكل طرف يريد أن يعرف من معه ومن ضده وكل طرف يريد أن يخرج وحده في صورة القوي المنتصر وهي أمور تدركها جيدا كل القوى الإقليمية والدولية لكن الخيار الأول لدى العرب على مستوى القادة والحكومات أصبح محل صدمة للمصريين قيادة وشعباً لأن البديل الوحيد لديهم هو دخول أهل غزة إلى سيناء مقابل تقديم مساعدات مالية لمصر ومن المؤسف أن الحكومات العربية تدرك أن ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية ونقل الصراع العربي الإسرائيلي لمستوى جديد لأن نقل أي مواطن فلسطيني في منطقة حدودية سوف يجعله يسعى للتصعيد وإذا تم إجبار الفلسطينيين للذوبان داخل مصر بعيدا عن الحدود من يضمن عدم تحولهم الى ذئاب منفردة من ذئاب الإرهاب بسبب شعورهم بالخذلان من كل العرب ، أن نقل أهل فلسطين لمصر والأردن ولبنان سوف يؤدي لمستوى تصعيد عسكري جديد بدلا من تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولة له على أرضه ليحارب على أرضه بدلا من نقل الصراع مع إسرائيل لأراضي عربية أخرى خارج أرض فلسطين المحتلة لكن للأسف العرب يسعوا الآن لتحقيق رغبات الكيان الإسرائيلي والصهيونية والغرب على حساب قضية فلسطين والأقصى وعلى حساب مصر والأردن ولبنان .
لمن لا يعرف أن طريق المسار الموعود والمسمى الممر الكبير للربط تجاريا من الهند إلى الخليج إلى إسرائيل ثم قبرص ثم أوروبا هذا المسار يفكر البعض بإمكانية ربطه عبر ساحل غزة على البحر الأبيض المتوسط لذلك فإن وصول حاملات الطائرات الأمريكية لشرق البحر الأبيض المتوسط ليس صدفة لذلك فإن مواقف تركيا وقطر ليست مفاجئة لذلك فإن مواقف السعودية والإمارات ليست بعيدة عن المتوقع
للأسف من لم يستطيع مطالبة الأنظمة الحاكمة في الخليج بطرد القواعد الأمريكية بعد التمييز الواضح ضد الأمن العربي والانسحاب الأمريكي من الخليج مع بداية الحرب في أوكرانيا وعدم التصعيد الأمريكي عسكريا ضد إيران بما يهدد أمن الخليج للأسف من لم يثأر للخليج هو من يطالب مصر الآن بالحرب وحدها بمفردها فلا العرب يحاربوا ولا إيران تحارب كلها دعوات للحرب فقط ومن يحارب فعليا في المنطقة هي مصر والحرب ليست نزهة لأن مصر لا تستخدم سلاح المال مثل الخليج العربي ولا تستخدم الحرب بالوكالة من خلال ميليشيات مسلحة مثل إيران .
للأسف من لم يطالب بتحول مجتمعي متدرج في الخليج العربي بدلا من الهرولة نحو الترفيه والانفتاح بشكل حاد ومفاجيء يربك الهوية الإسلامية والعربية في الخليج العربي أصبح يطالب بعلو صوته وملء فيه بتدخل عسكري من قبل مصر لمنع الحرب في غزة ، حتى النخب الأكاديمية والدينية والإعلامية في الدول العربية أصبحت مشوشة ولا تجيد قراءة المشهد وتطالب مصر وحدها بكل شيء وأصبحت تلك النخب تروج للانفتاح في الخليج العربي بعدما كانت تنتقد منذ زمن قريب الانفتاح والفن في مصر ، أن الحرب تحتاج للمال والسلاح والذخائر والغرب سيقطع عن مصر كل ذلك مع أول طلقة تخرج من الجيش المصري تجاه إسرائيل فماذا سوف يقدم حكام العرب الحاليين للجيش المصري ، حكام العرب الحاليين حولوا المواطن العربي في بعض مدن الخليج مثل دبي إلى أقلية بسبب تحويلها إلى مركز عالمي للاستثمارات وتواجد جنسيات العالم كلها على حساب عدد العرب أنفسهم بما يستلزم معه الحفاظ على تلك المصالح الاقتصادية العابرة للقارات على حساب الدين والأخلاق والقضايا الإنسانية العادلة بما في ذلك القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى .
أن اتفاقيات مثل المسار الابراهيمي وطريق الممر الكبير كلها تهدف لتطبيع الخليج العربي مع الكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية وأوروبية بهدف خلق وتعزيز مصالح اقتصادية واستثمارات كبرى بين الخليج العربي والكيان الصهيوني ، ولقد قلت ولا زلت أقول أن أهم ما يميز مصر وشعبها وجيشها عن الخليج العربي أن مصر قامت بالتطبيع مضطرة لاستعادة أرضها بعد عدة حروب مع الكيان الإسرائيلي لكن الخليج العربي يقوم بالتطبيع من أجل تدفق الاستثمارات وهذا فارق كبير بين مصر والخليج العربي في ما يخص التطبيع ، ولقد قلت ولا زلت أقول أن أهم ما يميز مصر وشعبها وجيشها عن الخليج العربي في ما يخص أي علاقة مع الكيان الإسرائيلي أن الصوت الأعلى في الخليج هو المال واستمرار تدفق الاستثمارات بينما الصوت الأعلى في مصر هو صوت الاستعداد لمعركة النصر وتحرير الأقصى والاستعداد لا يعني أن نرمي جيش مصر في خضم معركة غير متكافئة خصوصا في ظل المواقف المخذلة للعرب حاليا ، فضلا عن كل ذلك هناك تربص من بعض النخب العربية والغربية لا تريد لمصر أن تمتلك جيش قوي بدون توريطها في صراع مسلح كبير وتلك العقول الشيطانية تخشى من استمرار التنمية والعمران في مصر وتلك العقول الشيطانية تعاقب مصر على الانضمام إلى تجمع البريكس الاقتصادي فضلا عن كونها أحد أهم محطات مسار الحزام والطريق لذلك تم تجاهل مصر عمدا في ما يسمى بالممر الكبير ، أن جميع المحللين باخلاص وتجرد يدركوا أن مصر مستهدفة ويسعى البعض من هنا ومن هناك إلى تهميش دور مصر ، ختاما أود أن أقول أن الغرب لديه معطيات فكريه بمسميات مستحدثة تقلب الحق باطل والباطل حق لذلك فإن الغرب لن يفهم اختطاف رهائن من عدة جنسيات من قبل حماس إلا أنه عمل ارهابي يجب ألا يتكرر وان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها لذلك أقولها بكل صراحة هناك فرق بين مقاومة مصر الشعبية للاحتلال الإنجليزي وبين ما تفعله الفصائل الفلسطينية المسلحة الآن لدينا نماذج عربية مشرفة مثل المقاومة الشعبية في مصر وليبيا والجزائر ضد الاحتلال فلماذا تستلهم حماس كل شيء من إيران وحزب الله ولماذا حماس لا تطلب من حكام قطر وتركيا دعما حقيقيا سياسيا لإقامة دولة فلسطينية لأن حماس يجب أن لا يكون ميثاقها المعلن والمنشور هو زوال اسرائيل لأن ذلك يدفع الغرب لوصفها بالإرهاب وسوف يستمر الغرب في التصعيد على حساب دماء الفلسطينيين وبالتأكيد حماس كانت تدرك أن إسرائيل عندما ترد على أي اعتداء عليها فإنها ترد بهمجية ووحشية فوق حدود الردع لأن اسرائيل فوق القانون الدولي أي أن حماس كانت تريد من البداية تحرير عناصرها في سجون الاحتلال وإحراج الحكومات العربية خاصة مصر وذلك من خلال ما يحدث الآن من تصعيد في غزة على حساب دماء الفلسطينيين أنفسهم ، أن ما فعلته حماس أنها ألقت بأبناء الشعب الفلسطيني إلى التهلكه وهو أمر محرم شرعا وضد التخطيط الاستراتيجي السليم لأي معركة فالمعارك والحروب ليست عمليات انتحار جماعي على حساب القضية والأرض وللأسف فإن الحكومات العربية فضلا عن تركيا وجماعة الإخوان المسلمين اتفقوا جميعا على أن ما يحدث في غزة يجب ألا يحرج أي دولة إلا مصر وجيش مصر فقط ، هذه الطريقة العبثية التي لا ترى مصر إلا موضع الاتهام والتقصير دائما ابدا هي طريقة طفل مدلل لا يقل عن الطفل المدلل في تل أبيب الذي تقدم له الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا كل الدعم السياسي والعسكري والاقتصادي لكن العرب مع مصر طفلا مدللا يهين مصر مهما فعلت له مصر ، سوف يستمر التصعيد ضد قيادة وجيش مصر وسوف يستمر التصعيد ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة لأن ما يسمى بحركات المقاومة الفلسطينية أصبحت عبء على القضية الفلسطينية وعبء على الفلسطينيين لأن ببساطة أي عاقل يتمنى أن تلك الحركات قتلت يوم ٧ أكتوبر الماضي ١٥ آلاف إسرائيلي بدلا من ١٥٠٠ بشرط يكون كلهم عسكريين وشرطيين فقط ودون أسر واحتجاز رهائن من جنسيات مختلفة لو كان حدث هذا لكان أفضل مليون مرة ولما كان رد الفعل الغربي كما هو عليه الآن ، كلمة أخيرة لقادة حماس أن أصحاب القضية هم أهل الحق وأهل الحق لا يلبسوا الباطل بالحق ولا يسيئوا أو يحاولوا توريط أكثر طرف دافع عنهم بكل الطرق الممكنة عسكريا واقتصاديا وسياسيا ، مصر لم تغلق معبر رفح من الجانب المصري ومن يغلق الممر ويقصف الممر من الجانب الفلسطيني هي اسرائيل فلا يجب ان تكون الدعوة من قبل حماس هي الحشد الشعبي على حدود مصر لفتح المعبر لأن المعبر مفتوح من قبل مصر ولماذا لا يكون النفير العام لخروج جزء من حركة حماس من الأنفاق تحت الأرض لعمل عمليات نوعية فوق الأرض ضد جنود الاحتلال للتخفيف عن أهالي غزة ولتأمين فتح المعبر من جهة فلسطين لماذا هذا السكون في إنتظار اجتياح أمريكا وإسرائيل لغزة بريا وبحريا والذي قد لا يحدث أبدا بينما يتم تدمير وقتل كل شيء في غزة ، هل حماس تريد فقط عملية نوعية بما فعلته في يوم ٧ أكتوبر لتقايض بالرهائن لديها بعض مقاتليها في سجون الاحتلال أم أن الانهيار الكبير في معنويات وإمكانيات جيش الإحتلال فضلا عن الدماء الفلسطينية التي سالت في الضفة الغربية وفي قطاع غزة يجب أن تثير حماسة حماس نفسها قبل أي طرف آخر لكي تبدأ حماس حرب التحرير للأراضي الفلسطينية ولكن يجب أن تكون لدى حماس أهداف سياسية معلنة ومرنة وقابلة للتحقيق لأن الحديث عن قتل كل إسرائيلي وزوال اسرائيل ودولة واحدة فقط هي فلسطين هذا كلام أنا مؤمن به وادعمه لكنه سوف يجعل الغرب ينظر لحركة حماس على أنها حركة إرهابية يجب تصفيتها بالقوة العسكرية على حساب الفلسطينيين أنفسهم وبذلك تكون حماس زادت تعقيد القضية الفلسطينية بما فعلته يوم ٧ أكتوبر وبما أن حماس استلهمت الخداع الاستراتيجي من حرب أكتوبر ١٩٧٣ عليها أن تستلهم أيضاً فكر السادات في عملية السلام لإقامة دولة فلسطينية مستقلة من خلال إطلاق عملية سياسية تشمل كل الفصائل الفلسطينية ومن خلال تسليم الرهائن لدى حماس للأمم المتحدة مع ضمان باعتراف حماس بدولة الكيان الصهيوني عند إعلان قيام دولة فلسطين ، وارجو أن يتفهم الجميع أن ما يحدث في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة قد يطول أمده ويتطور تدريجيا وصولا إلى صراع عالمي كبير لذلك على الجيوش النظامية الكبيرة مثل جيش مصر أن تحسب حسابها قبل أن تتدخل في أي شيء حتى وإن كان الصراع على حدودها فكما لدى الجيش المصري جاهزية قتالية عالية لديه أيضا حكمة في اختيار وقت ومكان التصعيد العسكري الذي يرغب فيه ولن يقع الجيش المصري في فخ المؤامرات ولن يكون بين مطرقة التخوين من قبل الأتراك والعرب والإخوان المسلمين وسندان تصفية القضية الفلسطينية للأبد بقبول التهجير القسري للفلسطينيين ، تحيا مصر ، تحيا فلسطين ، تحيا كل مقاومة شعبية للتحرير لا تريد إلا تحرير أرضها فقط بدون مزايدات من تجار الدين وبدون تخوين قيادات الشعوب المجاورة وبدون نقل الصراع لمناطق أخرى وبدون قبول التهجير القسري بدعوى الإغاثة الإنسانية ، تحيا كل مقاومة شعبية للتحرير ترابط على أرضها وتسعى للموت بصدق وشرف ونزاهة على أرضها ولا تريد أي مكاسب لها وتريد فقط تحرير أرضها وتسعى لذلك بالعقل والمنطق مهما كانت غطرسة وعلو الأعداء لأن بالعقل والمنطق يمكن توظيف العمليات العسكرية لصالح إقامة دولة فلسطينية لكن في ظل غياب العقل والمنطق لدى الطرفين فإن الصراع سوف يصبح كارثي على الجميع
ولن يطول أحد شيء وسيخسر كل طرف التعاطف والحلفاء مع مرور الوقت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى