شعر وأدب

“المراجيح” قصة قصيرة.. بقلم فنان الكاريكاتير خالد كامل

بعد غياب طويل في البيت ومدة قاربت علي الشهر بالتمام والكمال ..قررت الذهاب للنادي الصبح بدري علشان اضرب عصفورين بحجر واحد ..
العصفور الاول. اغير مودي المكتئب بسبب الوحدة
و العصفور التاني .استمتع بحب الحياة من النظر للخضرة
والاحساس بالجو الجميل بعيدا عن الملوثات والحر ..
واجمل مافي موضوع وجودي بالنادي..اني هاطلب الفطار
اللي بحبه..علشان نفسي كانت مسدود من كتر قعادي في البيت لوحدي..
ودخلت النادي ومن حسن حظي لقيت ترابيزة فاضية في مدخل النادي قريبة من البوابة ..اول حاجة عملتها ناديت
علي اجدع جرسون في النادي ..صديقي” رشدي” واللي متعود اول ما يشوفني يضحك في وشي ويقولي تطلب ايه ياباشا…رديت عليه وقولته هاتلي فطار علي مزاجك وبعد كده هاتلي قهوة سادة ومية ساقعة زي ماانا متعود ..”ورشدي” بيكون فرحان جدا لماانادي عليه باسمه وأسلم عليه باليد ..بحس فعلا اني بجبر بخاطره..علشان هو انسان مؤدب ومحترم ويستاهل كل خير ..
وبعد دقيقة واحدة ..دخلت من بوابة النادي سيدة قد تعدت
العقد الخامس من العمر.. ولكن كان ظاهرا جدا اهتمامها بشياكتها وأناقتها… كانت في قمة الجمال لكل من يراها
وكان في أيدها بنوتة زي العسل سنها في حدود اربع سنوات تقريبا وفي شعرها الأصفر الذهبي ضفرتين طوال بيتمرجحوا
علي كتفها ..المهم البنوتة اختفت فجأة..وبصيت لقيت السيدة الجميلة وشي في وشها ..قولتلها صباح الخير يا هانم
ردت بمنتهي االادب والرقي صباح الفل …وفي نفس اللحظة قرب مننا رشدي ومعاه الفطار زي مايكون منشن يجيب الفطار وقت
ما قعدت جنبي ..عزمت عليها وقولتلها علشان يبقي عيش وملح ..قامت فتحت شنطتها وخرجت منها علبة عصير ..
وقالت ..ههههه علشان تحبس بعد الفطار..والكلام جاب بعضه
وعرفتني بنفسها بأن اسمها “مودة” وأنها أرملة ..وكانت
مديرة مدرسة لغات من مرحلة الحضانة الي المرحلة الثانوية وربنا رزقها ببنت وحيدة وهي الان متزوجة وبتشتغل في بنك..وبتخلي حفيدتها ” لايا “معاها في البيت وبتحب دايما في يوم إجازة الحضانه تاخدها معاها النادي …وفضلنا نتكلم لدرجة لم نحس بمرور الوقت …حتي سمعنا أذان صلاة الظهر ..
فاستأذنت بلطف ..علشان تقوم تصلي صلاة الظهر في وقتها
وقمت انا كمان علشان اصلي ..
وسبحان الله ..اول مرة في حياتي احس بإحساس غريب وجديد في نفس الوقت من ساعة مابتديت كلام مع “مودة”
واسمها فعلا اسم علي مسمي..احنا اتكلمنا تقريبا في كل حاجة ..في قانون الإيجارات الجديد والحرب في غزة واوكرانيا وحفلات العالمين واللي بيحصل في الساحل الشرير والمعاشات القليلة واللي مش بتأكل حتي العيش الحاف
اليومين دول في ظل الغلاء والاستغلال..كل ده سرحت فيه
وانا مستنيها تنتهي من أداء صلاة الظهر ..ومرة واحدة لقيتها
داخلة عليا مسرعة ومتوترة ..وبتقولي وهي بتنهج
انا اسفة جدا لازم اسيبك حالا علشان “لايا” حجزتلي
دور في……..” المراجيح” في حديقة الاطفال بالنادي
“و المراجيح” ديه متعتي وحلم حياتي من زمان ..ودعتني بكلمة واحدة…….” باي باي”..وشي اتقلب وجاب كذا لون
ناديت علي” رشدي”واخد مني الحساب
وقمت سيبت مكاني من سكات..وخرجت من النادي
وانا بفكر اني اشوفها من جديد الاسبوع اللي جاي
يوم إجازة …..”لايا”
“تمت”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى