اكتئاب السوشيال ميديا والتحيز العقلي.. كيف نخدع أنفسنا

بقلم الدكتورة بسنت البرديري
تكتب اكتئاب السوشيال ميديا والتحيز العقلي كيف نخدع أنفسنا
في عصر تسيطر فيه الأساليب التكنولوجية الحديثة على تفاصيل حياتنا اليومية لم يعد التأثير النفسي لها أمرآ يمكن تجاهله أحد ومن أبرز الظواهر التي برزت مؤخرآ هو ما يعرف بـإكتئاب السوشيال ميديا وهو حالة شعورية تتسم بالحزن و تدني احترام الذات والشعور بالفشل نتيجة التعرض المستمر لصور ومحتوى يعكس حياة مثالية ومبهرة للآخرينز
لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن هذا النوع من الأكتئاب لا ينتج فقط عن المحتوى نفسه بل عن التحيزات العقلية التي يتعرض لها الفرد دون وعي
فالتحيز العقلي هو ميل لا إرادي لتفسير المعلومات بطرق تؤكد معتقداتنا السلبية وتتجاهل الواقع المتوازن.
ودليل علي ذلك عندما يرى المستخدم صور نجاح أو سفر لأحد أصدقائه قد يقنعه عقله من خلال التحيز السلبي أنه أقل منهم أو أن حياته بلا قيمة ولا فائدة رغم أن تلك الصور لا تظهر سوى جزء محدود من حياة الآخرين ومن أخطر هذه التحيزات
التحيز للمقارنة السلبية حيث نقارن أسوأ ما في حياتنا بأفضل ما ينشر من حياة الآخرين.
التحيز للتأكيد حيث نبحث بشكل لا واعي ما يدعم أفكارنا السلبية ونهمل الإيجابيات
تحيز التكرار نعتقد أن ما نراه بكثرة هو الواقع العام فنصاب بالإحباط.
ولمواجهة هذا التأثير لا بد من الوعي العقلي فالعقل البشري لا يعرض دائما صورة دقيقة للواقع بل يفلتره بمشاعره وظروفه علينا أن ندرك أن ما نراه على الإنترنت لا يعبر عن الحقيقة الكاملة وأن المقارنة المستمرة ليست عادلة ولا واقعية واخيرآ وليس اخرآ الاكتئاب وحده ليس هو المشكلة بل طريقة تفكيرنا غير الواعية هي ما تضره والوعي بتأثير التحيزات العقلية هو أول خطوة لتحرير النفس من سطوة السوشيال ميديا.