شعر وأدب

مشاعر..

بقلم ياسر سعيد

الصحفي بالأهرام

أحيانًا.. قد تكون أحلي قصص اللقاء والحب تلك التي لم تكتب لها الأقدار أن تكتمل، ليس لأنها كاذبة وغير صادقة بل لأنها بَقيت طويلًا مُعلقة بين الوقوف علي الأرض والتحليق في أجواء السماء..!!

حلم رائع لم يجد مسارًا مناسبًا ليتحقق.. علاقات كالورود التي تفتحت في عمق أعماق الشتاء..!!

حكايات غريبة قد تكون كلها أرق وأرقي من بعضها.. جمعتها يَدُ من يمتلك القلوب ويُقلبها بين أصابعه – سبحانه – حواديت قدرية بما لا يمكن تَخيله أو تَصوره لكن الزمن لا يميل إليها.. لا يريد أن يصنع منها عالمًا حقيقيًا يُؤويها، قلوب التقت بإخلاص تام لكن الدنيا أبت إلا أن تكتب لها مسارات أخري بعيدة.. متشتتة ومتفرقة..!!

ربما بعضًا من المشاعر الصادقة الوفيّة المُخلصة تلك التي تبتعد بنفسها عن نصفها الآخر عندما تري في قُربها منه أنها قد تتسبب له في شيء من الضرر أو الأذي..!!
هنا.. لابد أن نتعلم درسًا غاليًا للغاية لكنه قاسيًا بقوة في الوقت ذاتِه.. وهو أن كثيرًا من السعادة قد يتواجد خارج إطار “نحن”، مع إدراك أن أرقي مغادرة هي التي تصبح ذكري لم تشوهها قيود الواقع بهمومه ومشاكله ولا مطالب الأنا بضغوطها والحاحها..!!

أغلب هذه العلاقات الشفافة الرائعة تبقي أجزاء منا.. عميقة محفورة داخلنا، لا كجراح نازفة وإنما كأضواء كاشفة تُعلمنا كيف نُحب دون شروط وكيف نتخلي دون كراهية..!!
بعضهم يَمر بنا ونَمر بهم.. يغادروننا ونغادرهم، ثم نبقي لهم ويبقوا لنا كنجوم برّاقة عالية تُضيء وتلمع من بعيد وتُذكرنا أن بعض أجمل لحظات حياتنا التي عشناها كانت تستحق بكل جدارة ذلك النصيب من الوجع عند فراقها..!!

#قلب_بلا_دموع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى