مقالات

بدون عنوان..

بقلم ياسر سعيد

الصحفي بالأهرام

لن يتخلي الشعب المصري أبداً عن عادته القديمة في التمسك بحدث اللحظات الأخيرة وخصوصاً في المواسم الدينية.. بداية رمضان و أيام ما قبل الأعياد تحديداً فتبدو الشوارع و المحلات التجارية والأماكن العامة وكأنها وسائل للسباق المحموم بين الجميع من أجل كل شيء.. البيع و الشراء و إنجاز المصالح كل المصالح قبل بدء الأجازات.. سلوكيات صعبة متي نتخلص منها..؟!
طبعاً نفس الحال سوف يتكرر خلال أيام العيد بحجة ” شم الهوا “، شعب غريب يعشق الشارع و كأنه قد وُلِد فيه مع أن أفضل قضاء للأجازات – في رأيي – يكون خارج حدود القاهرة و زحامها الخانق و في أماكن يُسْمع فيها صوت الصمت وبوضوح، فإن لم يكن ففي أماكن هادئة راقية لا يجتاحها عوار الضجيج و طوفان الضوضاء و هي كثيرة داخل العاصمة لمن أراد لكنها غرائب الطباع و العادات، أو يبقي الاختيار الأخير المتمثل في المبدأ المهم ” ليَسَعُك بيتك ” إن لم تتحقق الاختيارات السابقة..
،،،،،،
العيد الأحد..
العيد الاثنين..
العيد الأحد..
العيد الاثنين..
حالة من الفراغ و الجدل العجيب علي السوشيال ميديا خلال الأيام المنقضية لحسم بداية شهر شوال و أول أيام العيد، ولو ترك هؤلاء الأمر لأصحاب الشأن و الاختصاص لأراحوا و استراحوا و وفروا جهدهم لما يستحق..
و قد أعلنت دار الإفتاء لحظة كتابة هذه السطور أن أول أيام عيد الفطر المبارك يوم الاثنين القادم بإذن الله وحتماً ستبدأ حالة أخري من الجدل علي مدي صحة بيان الإفتاء من عدمه وكلٌ سيدخل دائرة الفتوي و يمارس هوايته في الإفتاء العقيم..!!
،،،،،،
أكره التزاحم تماماً و أعاني فوبيا التواجد في الأماكن المزدحمة، وبخلاف الازدحام المروري الذي نسببه بسلوكياتنا المعيبة أري أنه لا داع أبداً أن أضع نفسي في مكان مزدحم دون اضطرار..
اشتري كل احتياجاتي دائماً في المواسم و في غيرها خلال أوقات هادئة ومبكراً و لا أضع نفسي إطلاقاً في موضع الاحتياج للشيء في التو واللحظة..
عملاً بهذا المبدأ دخلت فرع أحد المحلات التجارية الشهيرة في الحلويات لشراء كحك العيد و لوازمه، أنا عميل دائم لديهم سواء في شراء الحلويات أو جلوساً في الكافيه.. الفرع يبعد عن منزلي أقل من 500 متر تقريباً و يتميز بالهدوء أغلب الأوقات و بالاتساع..
كان هذا يوم الثلاثاء 18 رمضان.. و قلت بالمرة اجيب بسبوسة وكنافة و شوية حلويات تانية زي ما بأعمل من أول الشهر الكريم، روّحت البيت و وضعت ما كان معي علي السفرة أمامي عن عَمد و تحدي و أنا مُصمم خلال فترة ما بعد الافطار و حتي السحور أن اكتفي بالحلويات العادية فقط..
يوم الأحد 23 رمضان لقيت نفسي لازم اشتري حاجات العيد تاني رغم أن الكمية الأولي كانت كويسة – لكنني فشلت في التحدي 🙈🙈 – وقد كان.. ولولا إنني عميلهم منذ سنوات لقضيت اليوم بأكمله لديهم من شدة الزحام..
،،،،،،
و بنفس قاعدة شعبنا القديمة في حب الزحام و الرغبة الفجة للتزاحم بشدة في كل شيء و علي أي شيء و علي أساس أن البنوك لدينا تصنف عملاءها لثلاث فئات غالباً هم صغار المتعاملين و المتعاملين من الفئة المتوسطة ثم كبار العملاء فقد كشفت الأيام السابقة بما حدث فيها من خلل بالجهاز المصرفي لصرف الرواتب و المعاشات عن حقيقة مؤسفة للغاية و هي أن القطاع الأغلب للمتعاملين مع البنوك في مصر من صغار العملاء فالمنطق السليم و الصحيح يؤكد أن أصحاب ” الملاءة ” المالية القوية لن ينخرطوا في مثل هذا التزاحم المهين لصرف مستحقاتهم ولا ضير إطلاقاً عندهم من وجودها في حساباتهم لصرفها في أي وقت فيما بعد طالما توفرت لديهم السيولة المالية الكافية سواء نقداً أو عبر قنوات الدفع الإلكترونية أو حتي من خلال الدفع بالبطاقات الخاصة بكل حساب..
تطوير الجهاز المصرفي مطلوب لكن الارتقاء لمصاف متوسطي العملاء و كبارهم مطلوب من البعض أيضاً..
،،،،،،
بقيت حالة التهكم و الاستنكار الملحوظة و الرفض غير المبرر لرسوم تم تطبيقها علي استخدام ابليكيشن انستا باي للدفع الفوري و التحويلات المالية بين حسابات العملاء و هي رسوم بسيطة أقرها البنك المركزي بحد أدني و أقصي.. لكنها رغبتنا الدائمة في الجدل و أن تسير الأمور وفق رغباتنا لا وفق المصلحة العامة..
بسيطة جداً.. علي رافضي هذه الرسوم القيام بتحويلاتهم بأنفسهم بما في ذلك من جهد جسدي و مضيعة للوقت و تكلفة انتقالاتهم..
شعب يتفنن في الاعتراض بغير مكانه و في الجدل بلا نفع..!!
عموماً.. كل عام و نحن جميعاً بخير و سعادة و مصر في سلام و رباط و أمان.. عيد سعيد مبارك..

،،،،،،
#قلب_بلا_دموع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى