شعر وأدب
ظنٌ ويقين..!

بقلم ياسر سعيد
صحفي بالأهرام
وفي صباح كل يوم جديد أقف أمام المرآة مثل كل النساء، لا لترتيب فوضي شعري فقط أو من أجل وجهي وملابسي وجسدي.. بل لأنني كلما وقفت أمامها تخيلتك تعانقني من ظهري، عيناك تفترس بالنظر عيناي من خلال مرآتي.. شدة الاشتياق بهما تُحيرني..!
إن كل هذا هو حالي معك في بدايات نهاري الأولي وأنت غائب فماذا عن بقية ساعات يومي..؟!
صوتك يهمس أُحبك في أذني يعانق ذاكرتي.. يُراكم في قلبي مزيداً من عذاباتي..!
كل أغاني الصباح بدونك هي محاولاتي الفاشلة للنسيان..!
كل ابتسامة ارسمها علي شفتاي لا تكون لمن أُقابل.. إنما لك وحدك في مُخيلتي..!
انا بدونك عقل قد إنطفأ وقلب مُتعب لا أدري كيف حدث كل دماره..!
كل الأشياء التي أحببتها معك وحيدة بعد رحيلك.. كلامنا.. حديثك المتدفق القافز لعشرات الموضوعات تتنقل بينها بسرعة غريبة وتصل فيها لحسم ونتيجة دون نسيان أو إهمال.. حتي سؤالك لي وقتها أيُربكك هذا أنتظر منك سماعه..!
كل الأشياء وحيدة.. قهوتنا.. تفاصيل يوم عادي بيننا.. لمسات بسيطة قد أعطت الحياة معني.. ملابس كثيرة مهجورة لا يهواها جسدي.. هي في انتظارك..!
صرت أُرثي كل هذا وأكثر بكلمات ونظرات لا يعرفها غيري وغيرك..!
أتضور شوقاً إليك..
أتضرع إلي لقياك..
كنت ولا زلت يقيني.. فهل كثير عليّ أن أكون ظنك..؟!
،،،،،،