مقالات

الشيخ الشعراوي.. إمام الدعاة وصوت الحق

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

يظل اسم الشيخ محمد متولي الشعراوي محفورًا في ذاكرة المصريين والعرب كأحد أعظم علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين، ولقب بـ إمام الدعاة لما امتلكه من أسلوب فريد في تفسير القرآن الكريم وتبسيط معانيه، حتى أصبح حديثه قريبًا من قلب كل مسلم، مهما اختلفت ثقافته أو مستواه التعليمي.

وُلد الشيخ الشعراوي في 15 إبريل عام 1911م بقرية دقادوس بمحافظة الدقهلية، ونشأ نشأة ريفية بسيطة، لكنه أحب القرآن منذ نعومة أظافره، فحفظه كاملًا في سن صغيرة. التحق بالأزهر الشريف، وتدرج في العلم حتى صار أحد أبرز علماء الشريعة والتفسير.

لم يكن الشيخ الشعراوي خطيبًا تقليديًا، بل امتلك أسلوبًا يمزج بين العلم العميق واللغة البسيطة والحس الشعبي الذي يجعل المعاني القرآنية قريبة من عقول الناس. كان يستخدم الأمثلة الحياتية اليومية، ويُشرك المستمع في لحظة التدبر، حتى يشعر كل من يسمعه أن الخطاب موجه إليه شخصيًا.

شغل منصب وزير الأوقاف في السبعينيات، لكنه ظل زاهدًا في المنصب، معتبرًا أن رسالته الحقيقية هي الدعوة.

التف حوله ملايين المسلمين في مصر والعالم العربي، حيث انتشرت تسجيلات تفسيره للقرآن الكريم في البيوت والمساجد.

لم يقتصر تأثيره على الشيوخ وطلبة العلم فقط، بل وصل إلى العامة والفنانين والمثقفين، فكان كثيرون يلجأون إليه للنصيحة والمشورة.

رحل الشيخ الشعراوي عن عالمنا في 17 يونيو 1998م، لكن صوته لا يزال حاضرًا عبر كتبه وتسجيلاته. ومهما اختلفت الآراء حول بعض اجتهاداته، يبقى أثره الدعوي والعلمي شاهدًا على إخلاصه، فقد أعاد لقلوب الناس روح التدبر وحب القرآن.

الشيخ الشعراوي لم يكن مجرد عالم دين، بل كان ضميرًا حيًا للأمة، وواحدًا من أولئك الذين جمعوا بين قوة العلم وصدق الكلمة وإشعاع الإيمان. وستظل سيرته نبراسًا لكل من يسعى لأن يكون للقرآن في قلبه وعقله مكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى