مصر وإيران بين الماضي والحاضر
كتبت شيرين عصام
العلاقات المصرية الإيرانية تتأرجح بين التعاون والتوتر، وتتأثر بالتحولات الإقليمية والدولية، إضافة إلى الأيديولوجيا السياسية والدينية.
ففي العصر الملكي (ما قبل 1952 في مصر)
كانت العلاقات بين إيران (في عهد الشاه محمد رضا بهلوي) ومصر (في عهد الملك فاروق) قوية، وبلغت ذروتها بزواج شقيقة شاه إيران من الملك فؤاد الثاني (ولي عهد مصر حينها).
و تم تبادل السفراء واتسمت المرحلة بالود والتعاون، خاصة في مواجهة التمدد السوفيتي.
أما في عهد جمال عبد الناصر (1952–1970)
فحدث توتر متصاعد بعد ثورة 1952، وتحول مصر إلى الجمهورية، حيث توترت العلاقات مع إيران بسبب تقارب الأخيرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، في مقابل دعم عبد الناصر لحركات التحرر ومناهضة الاستعمار.
فإيران تتحالف مع الغرب، ومصر مع السوفييت مما أدى لزيادة الهوة الأيديولوجية والسياسية بين البلدين.
في عهد أنور السادات (1970–1981)
حدث تحسن نسبي في العلاقات فقد شهدت بداية عهد السادات انفراجة في العلاقات، خاصة بعد خروج مصر من الفلك السوفييتي.
لكن تدهورت بعد الثورة الإيرانية (1979) فالثورة الإسلامية بقيادة الخميني قطعت العلاقات تماماً مع مصر بسبب استضافة مصر للشاه بعد سقوطه.
ثم تم توقيع مصر معاهدة السلام مع إسرائيل (1979).
أما في عهد مبارك (1981–2011) حدثت قَطيعة دبلوماسية رسمية فلم تُستأنف العلاقات الدبلوماسية بشكل كامل رغم وجود بعثات رعاية مصالح.
و قد حدث توتر دائم بسبب الخلافات الإقليمية خصوصاً في ملفات مثل الخليج، العراق، ولبنان.
و أيضا بسبب أن إيران كرّمت قاتل السادات فقد أطلقت إيران اسم “خالد الإسلامبولي” (قاتل السادات) على أحد شوارع طهران، مما زاد من التوتر.
و في عهد ما بعد الثورة (2011–حتى الآن) حدث تقارب جزئي بعد الثورة المصرية (2011) ففي عهد محمد مرسي زار أحمدي نجاد القاهرة (2013) لأول مرة منذ الثورة الإسلامية، لكن الزيارة لم تُثمر عن تطبيع كامل.
وفي عهد الرئيس السيسي (منذ 2014) العلاقات لا تزال محدودة، إذ تظل القاهرة متوجسة من النفوذ الإيراني في المنطقة، خاصة في سوريا، اليمن، ولبنان، وتتمسك بتحالفها مع دول الخليج.
فالعلاقات المصرية الإيرانية شهدت فترات من التحالف وأخرى من القطيعة، وهي محكومة دائماً بالتوازنات الإقليمية والدولية. وحتى الآن، لا توجد علاقات دبلوماسية كاملة، لكنها ليست مقطوعة تماماً، بل تُدار عبر قنوات محدودة.
