من مُذَكْرِاتْ امرأةٍ عجوز.. بقلم ولاء شهاب

فُكَّ قيودَ أسرك وانصرف…
فما عادَ في العُمرِ مُتَّسَعٌ لوَهْمٍ أو سَرابٍ.
وخفِّف حُمولة قلبك بالتخلّي،
فليس كلُّ عابرٍ يستحق أن يكون
له موضع أو مكان…
واجعَلْ زِمامَ أُمورِكَ بَيْنَ يَدَيْكَ،
فما عادَ في النّاسِ صادقٌ يُؤتَمَن.
فكُلُّهُم ما بَيْنَ كَذُوبٍ وخائِنٍ،
لا خَيْرَ في حَبيبٍ ولا صاحِبٍ.
خذْ مِنَ الدُّنْيا ما تُريدُ عُنْوَةً،
ولا تَنْتَظِرْ مِنَ اللَّئيمِ وُدًّا ولا مَحبَّةً…
أعْطِ بِقَدْرِ ما تَأخُذْ، ولا تُجْزِلْ،
فمَن شَبِعَ مِن عَطائِكَ اسْتَوْحَشَ،
وسَيَأكُلُ يَدَيْكَ الكَريمَتَيْنِ،
ولَنْ يُبْقِيَ لَكَ حَتّى إصْبَعَكَ.
لا تَأمَنَ ابْنَ آدَمَ على جُرْحِكَ،
فهو سَيَصُبُّ علَيْهِ النّارَ، لِيَراكَ تَتألَّم أمامَهُ…
ثُمَّ يَذهَب ويَتْرُكُكَ نازفًا، خائِبًا، وَحيدًا. …
ولَنْ يَرْحَمَكَ..
وإيّاكَ أنْ تُعَوِّلَ على مَن تَخَلّى عَنكَ
في وَقْتِ شِدَّتِكَ،
فَلا تَأْسَفْ عَلَيْهِ، وَلا تَتَرَحَّمْ.
فَقَدْ سَقَطَ مِنْ قَلْبِكَ، وَلا عَوْدَ لَهُ، وَلا مَرْحَبًا…
ولا تَسألِ الراحِلَ عنكَ لِماذا هَجَرَك ورَحَل،
فَلَو كانَ مُحِبًّا حَقًّا، ما غابَ عَنكَ لَحظَة،
ولا باعَكَ… وَارْتَحَل.
وأخيرًا…
تَعلمتُ من حكمةٍ قالها أحدهم…
“ألا أطلبَ الوردَ ممن لا يملكون الماء”…
فَالْعُمُرُ قَصِيرٌ، وَما فاتَ مِنْهُ لَنْ يَعُودَ، فَلا تَجْعَلْهُ رَهِينَةً لِانْتِظارِ أَحَدٍ.
ولاء شهاب




