شعر وأدب
“ضجيج بين اللهيب” قصة قصيرة.. بقلم الأديب العراقي فاضل محمد الربيعي

يمر الزمن صعبا تترقب الحلم بلهفة , طفل يشق سقم الانتظار, كانت عيناه تعاتبني بصمت وهو يعلم انه ليس لي ذنب بذلك . لمّحَت له ان يتزوج لعل الحلم يصحو كانت اجابته بقسمات وجهه تظهر الرفض المطلق . لم اسمع منه عتابا شفويا قط . متعب ذلك الانتظار الذي يدب معه ياس مؤلم ولكن يبقى الامل يشع من صدور تحلت بالايمان ولابد من ان يصبح الحلم حقيقة.
صرخت فرحا وانا بصحبة اختي عند الطبيبة
:- ياالله … اه .. سبحان العظيم . تبسمت الطبيبة وقالت :- مبارك لكم الطفل . صار الليل مشرقا ولم ادخر الوقت صرت امام زوجي ولقد باحت اساريري قبل لساني بالخبر و,قرأ زوجي الفرحة من عيني تصدح بالبشرى نطقت اختي :- مبارك لكم المولود القادم ..هي حامل والحمد لله !
مر الوقت مسرعا وجاء المولود جمال ورقة , سكن قلبينا من ايامه الاولى يلفنا زوجي بحنانه المعهود وحرصه علينا ولايخفي تعلقة بولدنا بشخفه الكبير . يتصاعد القيض ويتعاظم الاوار ومولودي يستغيث من قساوة الحر لقد قطع الماء وغادرت القوة الكهربائية من وقت ليس بقليل , تلفتت لزوجها الذي مسك مروحة يدوية من سعف النخيل يلوح بها ليطرد وهج الغرفة الخانق وقالت بصوت واهن :- هناك مول جديد قريب منا دعني اخذ الطفل لنستريح قليلا من شدة الحر ويعيد صغيري انفاسه . اجاب الزوج :- اذن لم الانتظار ؟اذهبي وتمتعي بالبرودة ان المول يبدو انيقا وسارطب البيت حتى عودتك عسى ان يحن علينا الماء الشحيح بالحضور.
لفت الطفل وانطلقت نحو المول ارتقت المصعد وهي منشرحة للجو الرائع تتلألأ فيه المصابيح والمعروضات المبهرة والنسائم المنعشة خامرت عيناها همسة وسن بعد ان لاحظت ان الصغير سبح بغفوة عميقة .
انتفظت على ضجيج اهوج يتصاعد من كل زاوية لم يكن المشهد الا لهيب يحيط بالمكان واحست ان طفلها قد صعب عليه التقاط انفاسه بوسط جله دخان , ذاب بين يديها ضمته واتصلت بزوجها :- طفلنا قد فارق الحياة وانا تلتهنمي النيران , اسفة حبيبي … ابريني الذمة .انقطع الاتصال.
وجدوها متفحمة وقد طوقت طفلها الذي مات من اثر الدخان اختناقا ولم تمسه النار .
فاضل محمد الربيعي