شعر وأدب

“يا ليتني كنت شامتك” بقلم الأستاذة سمية شرحبيل

تذكرت شامتك الصغيرة

المتربعة عرش جيدك

اعترتني فورة غيرة مثيرة

كيف لتلك البقعة

السوداء الضئيلة

أن تحتل مكانا وثيرا كذاك؟

كيف لها أن تخالطك

حركاتك و سكناتك؟

كيف لها أن تنعم بلمساتك

و أن تتحسس

تنهيداتك و همساتك

و تتنشق أريج أنفاسك .

كيف لها أن تتطلع

لعلياء ثغرك الباسم؟

و تحتسي قطرات

تندت من لحظك

الهائم العائم ؟

بعد يوم حافل

بالقتال و الإنفعال

أو بعد ليلة مثيرة

غزيرة في الدلال

غنية في الإمتثال

منهمرة بالمحال

صاخبة حد الابتذال

قريرة..

في الكمال و الاكتمال .

كيف لتلك الشامة الرقيقة

المشبعة بالسواد

أن تكتسح المجال

بخيلاء

و كأنها سيدة الاختلاء

الفاعلة في الانتشاء

الملهمة الغائبة

الحاضرة في الابتداء

الواعدة في اللاإنتهاء

تمنيت حينها..

لو أحالتني الأيام

إلى شامة بحجمها

و بقدرها..

كي أكون الأقرب

منها إليك

و أتفرد

بأعذب ما لديك

و أنفرد

ببسط نزر

هين مني عليك

أن أكون منك

الأكثر التحاما

و الأخف ازدحاما

و الأندى التئاما

و الأغزر وئاما

و الألذ مداما

و الأبلغ بقربك تماما ..

يا ليتني كنت شامتك ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى