شعر وأدب

حزين.. بقلم ولاء شهاب

حزين…
لماذا أنت حزين؟
لماذا تختار سواد الرماد لتلوّن به جدران أيامك؟
حزين؟!
وهل في هذا الكون من يستحق أن تحزن عليه،
أن تفيض دموعك من عينيك لأجله،
ثم تختفي البسمة من شفتيك؟
تنطفئ، تخبو، تغفو وتفيق… وأنت لا تزال حزينًا؟
أبدًا، يا صديقي، لم تُخلق حزينًا…
إياك أن تطفئ شموعك من أجل إنسانٍ أناني،
يدنو حين يريد، ويرحل حين يشاء،
يرتكب الجرائم بحق قلبك ولا يُبالي!
من علّمه أن كسر الخواطر من شيم الكبار؟!
يقترب بخفة الغزال،
ويبتعد بسرعة النمر بعد أن ينهش فريسته…
يُبقيك في حيرةٍ لا تهدأ:
هل هو عدوٌ أم صديق؟
قريبٌ أم بعيد؟
مُحبّ أم كارِه؟
تتحول أيامك إلى سلسلة من الأسئلة… بلا أجوبة.
أنت المُحب، المُخلص، المُمتلئ به،
ولا ترضى بغيره بديلًا،
تعيش ولا تملك من هويتك سوى اسمك،
تعيش جسدًا بلا روح، بلا كيان،
فكلّك أصبح مِلكه…
ومع ذلك، لا يمنحك إلا القسوة و الجفاء،
واستباحة أذيتك…
إياك أن تنتظر من الجاني أن يشعر بالضحية،
أو من طبيب الجراحة أن يشعر بألم المريض،
وهو يقطع أوصاله بمشرطه البارد…
إياك، يا صديقي، أن ترهن أيامك لسفّاحٍ يسفك دم قلبك
بينما هو يرقص على أنقاض جثّتك!
غادر… ارحل بعيدًا… لا تلتفت.
اعزم الرحيل، اربط أمتعتك،
وارحل بلا رجعة، بلا حنين إلى وعدٍ قد لا يكون…
اشترِ نفسك، وطمأنينتك، وسلامك،
فأنت طيب القلب،
ولا تستحق الرجاء ممن جعل الحزن وطنك.
من أسكن الأسى قلبك،
لن يقودك يومًا إلى مدينة الفرح…
انسَ مرّ أيّامه،
عِش حُلو الحياة وتذوّقها…
ودائمًا، وأبدًا…
إياك أن تكون حزينًا.
ولاء شهاب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى