مقالات

المظلة المثقوبة.. و زيارة أمريكا.. وبرج القاهرة..!!

بقلم ياسر سعيد

صحفي بالأهرام

العنوان السابق يشير إلي ثلاثة مشاهد تراءت أمام عيني وأنا أتابع الأحداث و ما يجري في منطقتنا العربية، فما الحكاية؟!

المشهد الأول..
يتعلق بالتصريحات الغريبة للسيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية التي طالب فيها حماس بالتنحي لو أن في ذلك المصلحة الفلسطينية و هو يعلم تمام العلم أن حماس هي غزة وأن غزة هي حماس، فكيف يكون التنحي إذن.. ؟!
،،،،،،
إن كان السيد أبو الغيط يعني بتصريحاته أن تكون القضية برمتها في يد منظمة التحرير وحدها، فإن هذا محال فلسطينياً لاختلافها التام مع حماس في الرؤي والوسائل والغايات النهائية و إن اشتركا معاً في هدف فلسطين الحرة..

لا مجال الآن لشرح طبيعة الفروقات الجوهرية بين الفريقين، فقط تبقي تصريحات السيد الأمين العام مجرد إملاءات إنشائية بعيدة كل البعد عن مصلحة أرض عربية تعاني من الاحتلال الدامي منذ عقود، بالإضافة إلي أن القضاء علي المقاومة نفسها كمبدأ و نهج و وسيلة لتحرير الأوطان ليس من بين الأهداف التي من أجلها أنشئت الجامعة العربية التي أصبحت اليوم كالمظلة المثقوبة في يوم شديد المطر، يصبح إغلاقها واجب بدلاً من تحمل عبء المطر المتسرب من خلالها و عبء حمل المظلة في ذات الوقت، فهل وصلت الرسالة.. ؟!

المشهد الثاني..
في هذا المشهد مجرد تمني بأن تتأجل الزيارة المصرية المرتقبة إلي الولايات المتحدة بعد تطورات الموقف الأمريكي و تصريحاته التي واجهتها مصر بأمرين ينبغي الإشادة بهما، حيث أكدت مصر مرة أخري أنها لن تخصص أي قطعة أرض من أراضيها ليعيش عليها سكان القطاع، كما طالبت بتوضيحات حول تصريحات امريكا بشأن المساعدات..!!
كل هذا عظيم و ثبات موقفنا و الرد بدبلوماسية هادئة و حازمة يستحق التقدير و الدعم بقوة، الا أنه ينقلني للمشهد القادم..

المشهد الثالث..
وثيق الصلة بما قبله، و يتعلق بالجزء الخاص بالمساعدات الأمريكية لنا والتلويح بقطعها حيث تحضرني هنا قصة إرسال 6 مليون جنيه من أمريكا لمصر في عهد الرئيس الراحل عبد الناصر بهدف التأثير علي الموقف المصري المؤيد لقضية الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي، و رفضت مصر و أمر عبد الناصر ببناء برج القاهرة كما نعرفه الآن في أبلغ رد و رمز للصمود أمام أمريكا و للتمسك المصري بقضايا العرب..!!
فما أشبه الليلة بالبارحة..!!
مصر لم و لن تنحني لأحد..!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى