شعر وأدب
مرآة الغربة.. بقلم مريم عبيدات

تاهت بي الأيام، خذلتني دروبها وانكسر في خطاي كل يقين. أمست مرآتي غريبة عني، تقابلني بوجه لا أعرفه، بعيون فارغة من بريق الحياة. هل هذه أنا، أم شبيهة عابرة جاءت تسكنني دون إذن؟
أبحث عني في ظلال الطرقات وفي أعماق المدى، أفتش في عيون المارة عن صورة تشبهني، لكن كل وجه يوليني ظهره، وكل باب يصدني.
أركض خلف طيفي الهارب، أمد يدي لعلي أمسك بخيط من نور يعيدني، لكن الظلام أسبق، والعجز أثقل. يا ترى، هل ضللت الطريق، أم أن الطريق هو من ضلني؟
أحتاج وجهًا يقبلني كما أنا، قلبًا يحتضن وجعي دون سؤال، روحًا ترى هشاشتي وتحبها. لكني أخشى أن أكون قد صرت غريبة حتى عن نفسي، فتاهت مني كل خيوط العودة.
مريم عبيدات/المغرب