غياب.. بقلم ولاء شهاب

وتواريتُ عنكَ خلفَ أسوارِ الغياب،
علّني أسمعُ منك ولو كلمةَ عتاب…
لكنني أيقنتُ أن بعدي عنك
زادَ أيامَك راحةً وصواب…
ألهذا الحدِّ كنتُ مغيَّبةً،
أعيشك وهماً وسراباً؟!
أراكَ قصةَ حبٍّ أبدية،
حُلمٌ لِفَتَاةٍ شَامِخَةٍ أَبِيَّة .
أنغامٌ عذبةٌ تملأ الأرجاءَ
دُونمَا آلاتٍ موسيقيةٍ…
بينما أنا بالنسبة لك
مجردُ نسمةٍ عابرةٍ
ضمن أنفاسِك المنسية،
لم ترَ لوجودي في حياتك
قيمةً أو أهمية…
آهٍ مِنِّي! كم كنتُ ساذجةً،
أحيا في خيالاتٍ عبثيّة،
نسجتُ حبًّا في مخيّلتي،
ولم أجنِ منهُ سوى خيبةٍ وأذيّة…
قصةٌ حزينةٌ، أحداثُها موجعة،
كنتُ أنا كلَّ أبطالِها، الجانيَ والضحية…
فقد جنيتُ على قلبي،
حين أسكنتُكَ فيه بلا شروط،
ولا ضماناتٍ حقيقية،
تحفظُ له الحياةَ إن رحلت…
وتركتَهُ وحيدًا، يتيماً، منسيًّا،
يبحثُ عنكَ بينَ الذكريات،
فلم يجد سوى خرابِ حلمٍ واراهُ الثّرى،
تركَ خلفهُ أشباحًا، وأطلالًا،
أطفأت أنوارهُ
وأسكنتهُ ليلًا عاتمًا لا يزوره الصباح…
حزينًا، بلا ونسٍ ولا أفراح…
هكذا أضعتُ قلبي بمنتهى الرعونة،
وانعدامِ المسؤولية،
فبتُّ أحملُ ذنبَ الجاني، وألمَ الضحية …
ولاء شهاب