مقالات

حين تشتد العواصف… يسقط الزيف وتظهر الحقيقة

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

في الحياة، لا نكتشف المعادن النفيسة في وضح النهار، بل حين تنطفئ الأنوار ويتوقف التصفيق. وحدها الظروف الحالكة تمتلك القدرة على فرز البشر؛ فهي تكشف الأصدقاء الحقيقيين، وتمسح الغبار عن الوجوه، لتُظهر من كان رفيقًا للقلب، ومن كان حثالة اختيار.

فالإنسان لا يُقاس بعدد السنوات التي شاركك فيها الطريق، بل بموقف واحد.
قد تمنح الثقة، والود، والاحتواء لشخص عشت معه سنوات من الظن الحسن، وتُقسم بداخلك أن الوفاء يسكنه كما يسكنك… ثم يأتي موقف واحد ينسف العمر، ويغيّر الصورة، ويترك خلفه جرحًا يقول: الحياة بعده لن تعود كما كانت.

لهذا، لا بد أن نعامل البشر كما تفعل السيارات على الطرق السريعة:
مسافات آمنة… لا قرب مفرط ولا اطمئنان مطلق.
فالصدمات تأتي دائمًا من أولئك الذين نظن أنهم لن يجرحونا، والانهيارات لا تبدأ إلا عندما نُسلم مفاتيح قلوبنا لمن لا يستحق.

ومهما حاول البعض تزييف الحقائق، أو ارتداء عباءة الوفاء، أو التلاعب بالمشاعر…
يبقى القانون الواحد الذي لا يسقط بالتقادم:

الكذب لا يخفي الحقيقة… لكنه فقط يؤجل اكتشافها.

وفي النهاية، لا نخسر الأشخاص…
نحن فقط نكتشف من يستحق البقاء، ومن كان ينبغي ألّا يدخل حياتنا من البداية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى