مقالات

أكل الميراث بين الأهل… جريمة تمزق الأرحام

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

الميراث في الشريعة الإسلامية ليس مجرد تقسيم للمال أو الممتلكات، بل هو حكم إلهي عادل وضعه الله سبحانه وتعالى بدقة وميزان لا يختل، ليضمن لكل وارث حقه الشرعي دون ظلم أو استبداد. قال تعالى في كتابه الكريم: “تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين” [النساء: 13-14].

ورغم وضوح النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، إلا أن ظاهرة أكل الميراث بين الأهل أصبحت منتشرة بشكل يثير الأسى. نسمع عن أخ يحرم أخته من نصيبها، أو عمّ يستولي على نصيب أبناء أخيه اليتامى، أو خلافات عائلية تصل إلى القطيعة بسبب الطمع وحب المال.

أبعاد الظاهرة:

1. انهيار الروابط الأسرية: حين يتحول المال إلى سبب للخصومة، تضيع معاني الرحمة والقرابة.

2. ظلم اجتماعي: غالبًا ما تكون النساء أول ضحايا حرمان الميراث، رغم أن الشرع أعطاهن حقوقًا واضحة.

3. إثم عظيم: أكل الميراث بغير حق يُعد من كبائر الذنوب، فهو مال حرام يأكله صاحبه نارًا في بطنه.

الأسباب:

الجهل بأحكام الميراث.

تغليب العادات والتقاليد على الشرع، مثل “الذكر أولى” أو “المال يبقى في العائلة”.

الطمع والجشع وضعف الوازع الديني.

الحلول:

التوعية الدينية والقانونية: عبر خطب الجمعة، والإعلام، والتعليم.

تفعيل دور القانون: بفرض عقوبات رادعة على من يظلم الورثة.

إحياء قيمة صلة الرحم: فالميراث اختبار حقيقي لمدى التزامنا بروح الدين ومكارم الأخلاق.

إن أكل الميراث بين الأهل ليس مجرد خلاف مالي، بل هو اعتداء على شرع الله، وقطع لرحمٍ أمر الله بوصله، وظلم يجلب الخراب لصاحبه في الدنيا قبل الآخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى