مقالات

شرم الشيخ.. مدينة السلام تحتضن العالم من جديد

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

في مشهد يعيد إلى الأذهان أمجاد الدبلوماسية المصرية ومكانتها الريادية في صناعة القرار الدولي، احتضنت مدينة شرم الشيخ — لؤلؤة الجنوب وسفيرة السلام — فعاليات مؤتمر شرم الشيخ للسلام بمشاركة قادة وزعماء من مختلف دول العالم، وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في زيارة تاريخية تحمل دلالات سياسية واقتصادية وأمنية بالغة الأهمية.

لقد جاء المؤتمر ليؤكد أن مصر لم تتخلَّ يوماً عن دورها كصوتٍ عاقلٍ في عالمٍ تمزقه الحروب والأزمات، وأنها ما زالت تسعى بثبات لترسيخ ثقافة الحوار، ونبذ العنف، وبناء الجسور بين الشرق والغرب.

زيارة الرئيس ترامب إلى شرم الشيخ لم تكن مجرد حضور بروتوكولي، بل جاءت لتعكس إدراك واشنطن لأهمية الدور المصري في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وللتأكيد على أن مصر هي المفتاح الحقيقي لأي معادلة سلام في الشرق الأوسط.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد الرئيس المصري أن السلام لا يُصنع بالشعارات، بل بالفعل والإرادة الصادقة، مشددًا على أن العالم بحاجة اليوم إلى “سلام عادل وشامل يعيد الحقوق لأصحابها ويمنح الأجيال القادمة الأمل في غدٍ أفضل”.

مشاهد المؤتمر كانت مبهرة:
الأعلام ترفرف، الابتسامات تتبادل، وكلمات الزعماء تتلاقى على أرض مصر التي جمعت الأضداد في لوحة سلامٍ مهيبة. كان لشرم الشيخ حضورها الخاص — فهى ليست مجرد مدينة سياحية، بل رمز عالمي لقدرة مصر على تحويل الرمال إلى رسالة سلامٍ خالدة.

وفي أروقة المؤتمر، ناقش القادة ملفات الحرب في غزة، وأمن البحر الأحمر، ومستقبل التعاون الدولي في مواجهة الإرهاب والتغير المناخي، ليخرج الحدث برسالة واضحة مفادها:
أن مصر باقية في موقع القيادة.. تصنع الحدث ولا تكتفي بمشاهدته.
زيارة ترامب لشرم الشيخ جاءت أيضًا في توقيت حساس، بعد تصاعد الأزمات العالمية، فكانت بمثابة اعتراف صريح بأن القاهرة لا تزال هي العاصمة العربية الوحيدة التي يمكنها جمع المختلفين على طاولة واحدة.

لقد أثبتت مصر مجددًا أن السلام قوة لا تقل عن السلاح، وأن الحكمة المصرية قادرة على إسكات طبول الحرب حين تتحدث.

وفي ختام المؤتمر، صفق الجميع طويلاً للرئيس المصري وهو يعلن من على منصة شرم الشيخ:
لسنا دعاة حرب، ولكننا أيضًا لا نقبل بالظلم. نمد أيدينا للسلام، لأننا نؤمن أن الشعوب تستحق الحياة.

وهكذا، من قلب صحراء سيناء، أطلقت مصر رسالتها إلى العالم:
أن شرم الشيخ ستظل دائمًا منارة سلام.. وصوت أمل.. ونبض إنسانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى