حفلات التخرج بين الفرحة والإبتذال

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
لم تكن حفلات التخرج يومًا مجرد مناسبة عابرة، بل هي تتويج لسنوات طويلة من الكفاح، وساعات لا تُحصى من المذاكرة والحرمان والسهر. هي لحظة العمر التي ينتظرها الطالب ليقف شامخًا مرتديًا عباءة التخرج، يقطف ثمرة تعبه أمام أسرته وأساتذته.
لكن للأسف، ما نشهده مؤخرًا على مواقع التواصل من مشاهد غريبة في هذه الحفلات، يثير كثيرًا من علامات الاستفهام: رقص هستيري على أنغام المهرجانات، لقطات استعراضية، و”تريندات” مفتعلة لا علاقة لها بالعلم أو الفخر الأكاديمي. حتى وصلت الأمور إلى أن نرى من تمسك قطة، أو من يحضر دخانًا وألعابًا نارية وكأننا في حفل زفاف أو مهرجان لا يليق بجلال الموقف.
المشكلة أن هذه التصرفات تسرق الأضواء من قيمة التخرج نفسه، وتحوّل المناسبة من لحظة علمية راقية إلى مجرد “شو” من أجل لايكات ومشاهدات. فرحة التخرج يجب أن تبقى رمزًا للجدية والوقار، لا أن تتحول إلى مشهد عبثي يفقدها هيبتها.
المؤسسات التعليمية عليها دور كبير في إعادة الانضباط لهذه الاحتفالات، بتنظيمها بشكل لائق، ومنع كل ما يسيء لصورة الخريج أو يبتذل المناسبة. كما أن على الأسر أن تغرس في أبنائها أن العلم لا يُحتفل به بالرقص والصخب، بل بالوقار والاعتزاز.
التخرج أكبر من “تريند” مؤقت، وأعظم من “لايف” على فيسبوك أو تيك توك. هو لحظة تاريخية تُكتب في سطور الحياة، ويجب أن تُحفظ بقدرها واحترامها.