“رسالة دافئة لكل أنثى في عيدها العالمي” بقلم: الأستاذة سمية شرحبيل

تعلمين أن الجمال صفة تتجلى في كل المخلوقات. و قد حباك الله بقسط من الملاحة.
و لكل معاييره في تصنيف ذلك، تختلف حسب العادات و المعتقدات و الرؤى و طبيعة المجتمعات .
بشكل أو بآخر ستدركين في لحظة من لحظات العمر،أن معايير الجمال لديك قد اختل توازنها و لم تعد مسايرة لركب الحداثة. فيحدث الشرخ و يخبو وهج الوجدان لينحو حينها إلى خواء آيل للانكفاء.
فتغدو صورتك الذاتية متدنية تغشاها الضبابية و تخذلها الوسامة. و يرحل عنها التوهج و يركن إليها الذبول و تغيب عنها القسامة.
حينذاك ، وجب عليك أن تعقدي النية بالتغيير. و الأمر يحتاج إلى عمق روية و صفاء سجية و حسن تدبير.
و أن تعي أن ذلك لا يتحقق بين الدقيقة و الثانية و لا في اللحظة الآنية.
و إنما هو عزم على التجديد و وعد بالتنفيذ. و إصرار على المواصلة و الثبات حتى في أحلك الأوقات.
و الإقرار على وضع خطة سوية تبتدئ من الغذاء السليم و العناية الشخصية. و تنتهي بالعبادة و الالتزام بالأذكار في الليل و النهار.
فإذا كان الاهتمام بالجسد و نحت الأبدان واضحا للعيان، فكذلك الاستقامة سبيل للوسامة.
و طهارة الروح و تنقية الجنان ،تضفي أنوارا على المحيا، فيبدو صافيا نقيا، لا يحتاج الى صباغة أو ألوان.
و لا ضير أن تدللي نفسك و تبرزي أنوثتك التي حباك الله بها، دون إفراط و لا إجحاف و لا مبالغة و لا إسفاف.
و كما أن الإستقامة سبيل للوسامة، فكذلك الابتسامة.
فمتى ما صاحبت البسمة الصادقة الواثقة ثغرك الباسم الأليق،استنار محياك ببهائه الأنيق.فيبلغ كنهه ضياء الدرر و يصل مداه سناء القمر.
و لا بد أن تعي، أن الجمال الحق ينبعث من دواخلك و يتربع عرش حناياك.و يزهو و يخبو كلما زاد تقديرك لذاتك و لأنوثتك أو أدرك النقص ثناياك.
و أول خطوة لذلك ، أن تنظري للأمور بمنظار الإتزان و التبصر و التدبر.و تحيدي عما يمكن أن يسقطك في هوى التنمر و التذمر و التقهقر.
و أن تبتعدي عن المقارنات السافرة. التي لن توقعك إلا في درك المشاعر السيئة القاهرة و مركبات النقص المقيتة الذميمة الغير الظاهرة.فينحو بك الإفراط نحو الإحباط.
و تركني للاختفاء و الاختباء و الانكماش على الذات.
و لن تدركي ذلك إلا بعد فوات.
و من بين مظاهر البهاء، أن تجزلي بالعطاء و أن تمدي أكف السخاء.و أن تشيعي البهجة لحظات التوهج و الانطفاء في السراء و الضراء.
و أن تثقي في قدراتك و مهاراتك دون السقوط في مغبة الغرور. بالترفع عن سفاسف الأمور.
و أن تلتزمي بالتنحي عن كل خلق وضيع و تحتكمي للتحلي بالتواضع الرفيع.
و أن تشحذي النفس بسنان التأديب و تصقليها بلمسة التهذيب.
و أن تترقي سلم المجد بالإصرار على تعلم الجديد.
و أن تعملي بموجب الإقرار على الخلق و الإبتكار و التجديد.
و لن يتسنى ذلك، إلا بالمجاهدة و المثابرة دون شراسة و لا شكاسة أو مكابرة.
و تزكية ذلك، بإشاعة روح التقاسم و التعاون و نشر ثقافة الإشراك و التضامن.دون تكاسل أو تغافل أو تماطل أو تهاون.
و بذلك ، تبلغي مراتب الأخيار ذوي الرأي السديد و تدركي مدارك الأطهار ذوي الفكر المجيد و الخلق الحميد.
ثقي بإيمانك العميق،أنك خلقت لتكوني أنثى سامية قادرة على إشاعة البهاء في الكون و ترك الأثر الجميل العظيم.
ثقي بتفردك ، بتميزك ، بإنسانيتك،بعشقك للجمال و للدلال و للكمال.
و للحياة ..