مقالات

تهنئة الإخوة الأقباط… دين وأخلاق ووطنية

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

تعود كل فترة محاولات بائسة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، وكأن البعض يتربص بأي مناسبة ليزرع الشك ويغذي الكراهية، رغم أن الواقع والتاريخ والدين يؤكدون أننا شركاء وطن لا خصوم عقيدة.

تهنئة الإخوة الأقباط بأعيادهم لا تخالف الدين ولا تمس العقيدة، بل على العكس، هي التزام صريح بتعاليم الإسلام وأخلاقه الرفيعة، فقد قال الله تعالى في محكم كتابه:
﴿وَإِذَا حُيِّيْتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾
صدق الله العظيم.
فالتحية ردٌّ للأدب بالأدب، وللإنسانية بالإنسانية، وهي لا تعني إقرارًا بعقيدة ولا تنازلًا عن ثوابت، بل تعكس رقي النفس وسلامة الفهم وعمق الإيمان.
لقد عاش المسلمون والمسيحيون في مصر قرونًا طويلة إخوة متجاورين، متشاركين في الأرض والهموم والمصير، لم يكن أحد يسأل الآخر عن دينه عند الشدة، ولم تُقسّم الأوطان يومًا على أساس العقيدة، بل حُفظت بالدم والعرق والوفاء.

إن نشر روح الود والتسامح والتعاون واجب وطني قبل أن يكون سلوكًا دينيًا، فالأوطان لا تُبنى بالكراهية، ولا تُحفظ بالتحريض، ولا تُصان بإشعال الفتن التي لا تخدم إلا أعداء الوطن.

أما أولئك الذين يتصدرون المشهد كل مناسبة ليحرّموا ويخوّنوا ويزايدوا على الناس باسم الدين، فيجب تجاهلهم وعدم الانسياق خلف خطابهم المتشدد، فهم لا يمثلون سماحة الإسلام ولا حكمة العقل، بل يسيئون للدين قبل أن يسيئوا للمجتمع.
مصر ستظل وطنًا واحدًا، نسيجًا متماسكًا، يجمعنا الحب والعيش المشترك، ويحكمنا الاحترام المتبادل، وتعلو فيه مصلحة الوطن فوق كل مزايدة أو فتنة أو صوت نشاز.
كل عام وإخوتنا الأقباط بخير…

وكل عام ومصر بأهلها قوية، آمنة، موحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى