باختصار موجز وبساطة يفهمها الجميع لماذا التشويه مستمر لصورة مصر؟

مقال رأي بقلم محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية
السؤال :
لماذا لازال إعلام الخرفان يقوم بتشويه صورة مصر حتى بعد انكشاف الجانب المظلم من الصورة أمام الجميع أثناء زيارة ترامب للشرق الأوسط ؟
الإجابة :
ببساطة لأن أكثر من يقسو على المتطرفين والخرفان
هي مصر ودون أن تفرط في أمنها وأمن جيرانها هي الدولة الوحيدة التي حاربت الإرهاب واقصت الخرفان بمشرط جراح ماهر متمكن هي الدولة الوحيدة التي لا تنفذ أجندة الصهيونية العالمية وليس أمامهم معها سوى التشويه الإعلامي والحرب الاقتصادية ومحاصرتها من كل الجهات الاستراتيجية بالتوترات والحروب ، اليوم قال لي انسان مصري بسيط تحت خط الفقر بكلماته المعبرة أنه كان يرفض فكرة أن يموت من الجوع بسبب الإصلاح الاقتصادي وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق في السنوات الأخيرة في مصر لكنه أستدرك وقال إنه أصبح اليوم بعد زيارة ترامب للشرق الأوسط يفضل أن يموت من الجوع على أن يكون مثل بعض العرب الذين يدفعوا للصهاينة ثمن حربهم على الفلسطينيين هذا ما فهمه هذا الإنسان المصري البسيط من زيارة ترامب للشرق الأوسط ورغم ذلك لازال إعلام الخرفان يترك الحقيقة ويكذب ليشوه صورة مصر واقول استكمالا لكلام هذا الإنسان المصري الاصيل المعدن أن هناك بعض العرب يدعوا محاربة أذرع إيران وتعطيل برنامجها النووي بالتعاون مع أمريكا والصهاينة ويدعي هؤلاء العرب أنهم ضد جماعة الخرفان المحظورة وفي الحقيقة يدعموهم في غرب ليبيا وفي دعمهم لميليشيا الدعم السريع في السودان وميليشيات الإرهاب والعار التي حلت محل نظام الديكتاتورية في سوريا.
أن الثائر “تشي جيفارا” يقول قد يكون من السهل نقل انسان من وطنه لكن من الصعب نقل وطنه منه وهذا ما لم ولن يفهمه أصحاب الشراكات الاستراتيجية الاقتصادية العابرة للحدود أو يفهموه ويريدوا التحايل عليه ، لم يحارب (تشي جيفارا) ضد الاستغلال الأمريكي للشعوب فقط بل حارب ضد سياسة قيادة امريكا للشعوب من خلال إدخال الشعوب في دائرة الاستغلال المتواصل الفقر بالفقر والحروب بالحروب وسياسة فرق تسد ، وهنا أطرح بنفسي السؤال واجتهد في الإجابة عليه ماذا يفعل الفلسطيني ليحرر أرضه إذا كان الجميع ضده ؟
اعتقد أن الإجابة لن تأتي من الفلسطيني ولكن ممن بقي على صحيح الأخوة بين العرب مسلمين ومسيحيين ومن بقي على صحيح الفهم للإسلام دون تجارة بالدين لإسقاط واخضاع الدول تنفيذا لأجندة الصهيونية العالمية ، أن إستمرار حلم إسـرائيل الكـبرى والدعم الأمـريكي وتواطؤ بعض العرب سوف يحتم على مصر المواجهة يوما ما ومصر لها باذن ربها وليوفر حينها أصحاب القواعد (الأمريكية-العربية) تصريحات الاستنكار والادانة للهجوم على مصر لأن الطائرات الأمريكية سوف تقلع من أراضيهم وبأموالهم ، تحيا مصر رغم أنف أصحاب شراكات ومصالح الخذي والعار.
تم تصفية أذرع إيران وتعطيل البرنامج النووي
لها أو هكذا يتم الترويج إعلامياً لذلك تتدفق أموال بعض العرب على الآلة العسكرية الأمريكية لذلك تُحاصر وتجوع غزة وتختطف القدس الشرقية ويتم محو كل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية ولازال القادم أسوأ وهو المواجهة بين مصر وامريكا قبل الصهاينة بعد أن قام بعض العرب بتمويل مصانع السلاح الأمريكي التي تدعم الصهاينة ضد من يرفض تصفية القضية الفلسطينية وكأنهم لا يدركوا أن حلم مملكة إســرائــيـل الكبرى يضم لديهم اجزاء من الخليج وان المطلوب الخضوع التام لهم ، نجحت سياسة الصهاينة (فرق تسد) نجحت في تعميق الانقسام (العربي-العربي) والانقسام (الإسلامي-الإسلامي) ، نجحت في ربط مصالح بعض أصحاب المال العرب مع الصهاينة أكثر من أشقائهم العرب والمسلمين أصحاب القضية الإنسانية العادلة ، إذا خلع البعض ورقة التوت عن ما تبقى من القضية الفلسطينية فإن مصر لا تستطيع فعل ذلك ، لأن مصر لا تستطيع أن تتخلى عن تاريخها وحروبها السابقة من أجل سلام عادل ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ، الشرف في أن تموت وحيدا في المعركة ليس غباءا ، الغباء هو أن تعيش بلا شرف ثم تموت في نهاية الأمر وقد خلفت العار وراء ذكراك أبد الدهر ، أن (تشي جيفارا) لم يحارب الإمبريالية الأمريكية فقط بل حارب استغلال امريكا لفقر الشعوب والوقيعة الأمريكية بين الشعوب حارب دائرة الاستغلال المتواصلة فالحرب تولد حرب والفقر يولد فقر والاستغلال يولد استغلال وهذا ما لم ولن يفهمه أنصار (البيزنس السياسي) ، أن امريكا لا تحل النزاعات وانما تدير الحروب لكي تظل المليارات متدفقة على مصانع السلاح الأمريكي ومن يمول تلك المصانع إنما يطعن أشقائه بخنجر مسموم ، المعركة قادمة وسوف تخوضها مصر بدعم من رب العالمين سوف يخوضها المصريين برؤوس عالية وبإذن الله ستبقى رؤوسنا عالية حتى وإن كانت مخضبة بالدماء وبإذن الله لن تنحني رؤوسنا إلا لربنا عز وجل ، تحيا مصر ، تحيا مصر ، تحيا مصر.