هل هذه هي السياسة؟ بقلم / كواعب أحمد البراهمي

من الطبيعى أن كل دولة لها حرية التصرف في مالها ولا أحد يتدخل في طريقة انفاقها ولها ميزانيتها والتي تنفقها حسب أولوياتها وأولويات شعبها وتخصص أكبر النفقات على ما تراه الأفضل ويحقق لها الأمان والاستقرار.
ولكن هل وهي تنفق أو تهدي لا تتذكر الماضي القريب، هل لا ترى ما حدث في دول مجاورة ويثبت أنه لا أمان لأحد، وأن من معك اليوم قد يكون ضدك غدا طبقا لتفكيره هو، وطبقا لسياسته هو، فقد كانت حرب العراق مع إيران لنزاع حول شط العرب وكان هدف إيران التمدد حتى دول الخليج، وظل صدام حسين يحارب واستنفذ مقدرات بلده وجيشه من عدة وعتاد وبشر، ثم اعطته أمريكا الضوء الأخضر لغزو الكويت لتعويض ما انفقه، ثم انقلبت عليه، طبقا لخطتها الغير معلنة مسبقا ولم ترحمه وترحم شعبه.
وساعدها في ذلك المغيبون من الشعب فانهزموا جميعا وأخذت أمريكا ثروات العراق وكل ذهب العراق.
والآن هل كل هذه العطايا تجعل أمريكا راضية؟ ألن تقول هل من مزيد؟ هل وهم ينفقون لا يرون أن جزء يعادل الواحد في المائة مما دفعوا لأمريكا ممكن يحل أزمات طاحنة في دول أخرى تحتاج إلى الماء وإلى الطعام من إخوانهم أو من باب الإنسانية في أي دولة في العالم.
هل طلبوا من الدولة القوية العظيمة التي ترى نفسها مالكة الكون أن تحل منازعات مثل ما يحدث في السودان أو ليبيا أو اليمن أو فلسطين (رغم علمها أن اليمن هو ذراع إيران في المنطقة) ورغم قدرتها على فعل ذلك فهي لن تفعل لأن قوتها من تأجج الصراع داخل المنطقة العربية.
أم أنهم يعتقدون أن أمريكا غير قادرة على التدخل وإنهاء هذه الحالات؟ فإذا كانت غير قادرة ! وليس لها يد طولى فماذا ستقدم لكم بمالكم؟
وجهه نظري الشخصية أن الأمان اذا لم يكن نابعا من داخل البلد ومن قوة الشعب وتوحده حتى لو كان فقيرا، والتفافه حول رئيسه لن يتحقق.
لقد تعرضت الدول العربية جميعها للاحتلال ولم تنجو الا بدفاع أبنائها عنها وتوحدهم جميعا حول قادتهم. رغم قلة سلاحهم ورغم فقرهم، فلا يهزم البلدان إلا التقاتل الداخلي، ودائما يستغل العدو المارقين من الشعوب والذين لديهم الاستعداد لبيع أنفسهم وأوطانهم مقابل المال فيشعلون الفتن ويؤلبون الشعوب فتنشغل الدولة بالنزاع الداخلي وتضعف ثم يقضون عليها وفق مخططهم.
لا أعرف كيف يعتقد بعض الحكام أن المال فقط هو الذي يحميهم ولا يرون نذالة أمريكا وقد تكررت على مر العصور، فلا لهم حبيب ولا لهم أمان ولا عهد، وإنما مصلحتهم وفقط.