شعر وأدب
ساعتُها.. بقلم الأستاذة ميلاد جميل شدود

ساعتُها
لا تُشير إلى الوقت الصحيح .. عقاربُها
أصابَها العطب من المُضي خلف الأوهام !!
حاولتْ أن تُؤجل بقاءها أكثر
وفشلتْ
مما اضطرّها مرغمة إلى الهروب
والتنقّل بين محطات الخيبة
زادُها
ضحكاتٌ جريحة
تُسْتَرُ بقماشٍ مِن وجعٍ بالٍ تحوّلت إلى ندوب
حفرت خندقاً في عمق الروح شلّتْ مقاومتها
تُلاحقها
رائحةُ حنينٍ لِزمنٍ ولّى
مازالت تُطاردُ قلبها
وكلامٌ أخذ قيلولةَ
عُمره فوق شفتيها
وجرحٌ يسدُّ الطريقَ على آهاته
قبل أن تخرج ..
أنثى
تحملُ في حقيبتها
متجراً لبيع الدموع
يدرُّ لها الربحَ الوفير
تقتني ذاكرةً
أُفرِغتْ من كلّ شيء إلا التعب
تُزيّن به وجهها
تستعيضُ عن أحمر الشفاه بِحسراتٍ ترسم بها فمها
لِتَنكسر جرارُ الخمر
وتعود هاربةً إلى كروم العنب..
تتعطّر بالوقت
تقفز بعيداً عن أفخاخ إغرائه
لكن
عبثاً !!
فهي عالقة في شراك انتظاره ..!!
تدعكُ تحت عينيها
بمراهم صبر
ويأبى سواد الخيبة إلا
افتضاح أمر مَنْ وَطّنه هناك ..
تُقيّد ضفائرها بشريطة انكسار وتعقد العزم على الفرار من ذاتها..
قبل أن تصبح كل المطارح منافي..




