شعر وأدب
عاصفة ..

بقلم ياسر سعيد
الصحفي بالأهرام
وجلست طويلاََ كأني معقود اللسان ، كان ما أشعر به جديداََ كل الجِدة ، حلو كل الحلاوة ، جميل كل الجمال ، كنت ساكناََ لا أكاد أتلفت ، لا أتحرك ، أنفاسي بطيئة ، أكتفي بالضحك صامتاََ حين أتذكر شيئاََ من لقائي بها ، أو أنقلب جامداََ متحجراََ حين يجول بأفكاري أني أُحب.
كان وجهها يطوف ببطء شديد من حولي في الظلام ، لا يختفي هو وابتسامتها التي لازالت تلوح على شفتيها ، عيناها أيضاََ تلحظاني بنظرة متسائلة عميقة حالمة.
أخيراََ نهضت وسرت نحو فراشي على أطراف أصابعي وكأني أخشى حركة مباغتة تُقلق ما بداخلي .. رقدت لكني لم أُغمض عيني ..
وسرعان ما بدأت العاصفة حين لاحظت نوراََ ما يُرسل أشعة واهنة بإستمرار عبر النافذة ، ومضات برق سريعة متلاحقة .. تومض .. تتشعب .. ترتجف .. تخفق كجناح طائر قد ذُبح ..
بقيت متأملاََ ما يحدث وكأنه يتجاوب بشكل تلقائي مع ما بداخلي ، مع النار الخفية الصامتة التي بنفسي نحوها.
ثم بدأ الصباح ينبلج فجره ، بهت البرق وتوقف عندما تلونت السماء بحمرة قرمزية تأذن بشروق الشمس ، تلاشت الومضات عندما غرقت في النور الواضح المبين .. نور يوم جديد ..