مِن رَحمِ الوهم.. بقلم الأديب المصرى د. طارق رضوان جمعة

“كن بخير، بقدر ساعات انتظاري و مسافات البعد اللعينة بيننا و تنهيدات الشوق في غيابك و نبضات القلب المتلهفة . كن بخير و حسب إذا كنتَ تعلم أني أحبك…”
يقولون اننا الأدباء شخصيات وهميه. ويقولون انى أهرب من واقعى بالكتابه. ويقولون انى اتصنع الكلمات لكي اجذب الإنتباه. وانا أرى ان لكل شخصا منا قصة وحكاية لا يعلمها احد، فمنا من لديه قصة حزينه بداخله، ومنا من عانى من اشخاص احبهم او مازال يعاني، ومنا من تعب من التضحيه دون نتيجة، ومنا من يبكي كل يوم علي اشخاص رحلوا من الدنيا ولن يعودوا، ومنا من يعاني من الغربه رغم انه بين اهله وأحبابه. اكتب لمن يقرأ هذا الكلام ويرى نفسه بين السطور. اكتب لمن يلتقي بأحبابه عبر كلمات يقرؤها. اكتب لمن يضحك وداخله الف دمعة والف وجع. أنا لست وهم … واذا كنت وهم ، فأعيدوا لى واقعى الذي سُرق منى. اعيدوا لى الحياة لأعيشها كما تريدون
دعنا نتفق أن من تنجذب إليه فكريا يكون جميلاً في عينيك. وبالتالي فإن العين ليست نافذة العقل وإنما العقل هو نافذة العين الجمال إحساس عقلي وشعور وجداني. فكل رجل جميل تسكن فى تفاصيله أنثى جميلة. وتحكى الأسطورة أن أصل الوردة أنثى جميلة. فالحياة أنثى والأحاسيس أنثى والحنان أنثى. وأنا كرجل وأديب انحنى لك أيتها الأنثى التى تبعث الحياة والدفء…. الأم أنثى … والأخت أنثى والخليلة أنثى.. بل والجنة أنثى.. وكل هذه الصفات
تتلخص فى الروح …فالروح انثى. فلا عيش بدون أنثى. ولا جنة بدون أنثى.
في الماضي، كان للمحاربون الأشداء، والكتاب والشعراء النجباء الأولوية في الوجاهة الاجتماعية، والكفاية المادية، بل كانوا يُقدَمون على المهن والحرف الأخرى حتى الطب!
فأهل السيف هم الأقدر على الذب عن البلاد إذا ما انتُهكت حرمتها، وأهل القلم هم الأجدر بالذب عن البلاد إذا ما انتُهكت سمعتها وفكرها وثقافتها، ولو حُفظت حرمة البلاد ترابًا وسُمعتها فكراً حُفظِت البلاد، وإذا مال أو ضعف أحد الجناحين؛ مالت البلاد وضعفت.
فحتى لو تحول السيف إلى بندقية أو طائرة أو اختراق إلكتروني فهو سيف.
ولو تحول القلم إلى مقطع مرئي، أو مسموع، أو برامج ونشرات أو أفلام أو غيره فهو قلم.
فعليكم بالسيوف والأقلام، وانظروا مواضعكم من امتلاكها، لتعرفوا أين موطن بلادكم.
فالقول الصحيح أن القلم مخلوق بعد العرش. يقول الشاعر أحمد شوقي عن العلم: “فخذوا العلم على أعلامه، واطلبوا الحكمة عند الحكماء”. فأوّلُ العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره. لذلك يقول الأصمعي العلم في الصِّغَرِ كالنقش على الحجر. ومن المعروف أن إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة : إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له
ولأرباب القلم تنهيدة مصحوبة بنظرة أو فكر مميز وشوق فريد. والتنهد هو زفرة عميقة تُصدر تعبيرات عن مشاعر مختلفة مثل الحزن، الإحباط، التوتر، أو الراحة والارتياح.
هل شعرت يوماً أن نفسك لا تحتاج إلى كلمات التحفيز المعتادة؟ في خضم الأزمات، قد لا يكون الحل في القوة، بل في الصدق. أن تعترف لنفسك بالإرهاق، وتمنحها التقدير الذي تستحقه على صبرها.
قل لها: “أعلم أن هذا كان كثيراً عليك، وشكراً لأنكِ كنتِ صابرة.” هذا الاعتراف هو ما سيحول الإرهاق إلى قوة دافعة لا تٌقهر.
ما رأيك؟ هل سبق لك أن تحدثت مع نفسك بهذا الصدق؟ : “وتيني ونبض قلبي – و كيف نكتب نبرة الإشتياق في سطور … يا ساقيَ الحُب… املأ كأسي بالعِشق حتى يفيض، فقد سُبيتُ به من قدميَّ حتى رأسي، وسكنني الشوق حتى صار أنفاسي. رويدك أيّها الساقي، لا تَكُن قاسيًا.”
شوارعنا ينقصها الحب و الفن ينقصه العازفون والناس المبتسمة ينقصها ناس لا يتدخلون في شؤون غيرهم، شوارعنا تحتاجُ أناساً مشغولون مع أنفسهم، لدرجة لا يجدون وقتاً للنقد، للسخرية، للشك ولسوء الظن، مشغولون بالعمل لكسب رضا خالقهم…صارت قلوبنا بين قلوب تعشق وقلوب تهرب وقلوب تتألم وأخرى تموت. وتبقى قلوبنا تنبض ولكل نبض حكاية.
أتراها لنداءاتي منصته ؟لايسرق قلب حواء إلا رجلاً يراها مختلفه عن سائر النساء ويعاملها كملكة تغار منها جميع النساء فالشيء الوحيد الذي يفوق حب المرأة للرجل هو خوفها عليه، وعندما تكون بجانبه تشعر انها امتلكت كل شيء فالأنثى لا تريد قصراً يحميها بل تود قلباً يحتويها. الأنثى تتحول إلى اميرة فاتنة وملكة عندما تجد الإهتمام والاحتواء ممن تحب ويعاملها كطفلته قبل ان تكون حبيبته، فأسعد إمرأة هي التي تحظى بحبيب لو تركته بين آلاف الجميلات يترفع عنهن ويعود مشتاقاً لها، فلا يهزم الرجل القوي الا امرأة أحبها بجنون.
ولا تتعارض الرجولة مع رقة الحس، فأكثر الرجال رقه اعظمهم رجوله فمن يعامل المراة على أنها ملكة دليل على أنه تربى على يد ملكة فلا تخافي على نفسك من رجل يحب امه، فمن يُقدّر إمرأة خُلق في احشائها لا يؤذي إمرأة اسكنته قلبها كن لها الأمان تكن لك أجمل وطن.
فرغم قسوة الرجل إلا ان داخله طفل مجنون لذلك من الطبيعي ان يموت ويحيى لأجل امرأة احبها بعقله وقلبه وكيانه. لابد أن ينسى نفسه لأجلها مهما مرت بحياته نساء. فالرجل طفل لايستغني عن عاطفة امه ولايقبل ان يقتل عواطفه امام إمرأة احبها من احشاء الصميم. ومهما تنفس الرجل بالغرور تبقى هناك انثى يرتعش كبرياءه لها. وتذكروا… حين يعشق الرجل يعود طفلا !!
والأنثى حين تعشق ؛؛ تعشق بعاطفة سبعين اماً كي تحتوي محبوبها كوليدها هكذا تعشق الأنثى .وهكذا يصلنى احساسها: ” فحينَ تقولي أُحِبكَ .. ” يُولدُ في السماء نَجم .. ” وَ تتوقفُ الفيزياء ..” عَن فَهمِ الكَون ..” تَذوبُ ” الأشياءُ ” حَولي ..” تَتَحلل ..
” تَتَماهىٰ ..” تَفقدُ زوايآها ..” وَ لا يبقىٰ اللّون !
” حينَ تقولينَ أُحِبكَ ..” أنتقلُ الىٰ البعدِ الرآبع ..!” يَغشآني الضَوء ..” أتَسآمىٰ ..” أتعآلىٰ ..” أُصبحُ غَيم .. !” تَحملُني الريحُ في المَلَكوت ..” أعبرُ جِدآرَ الصّمتِ .. ” أَصيرُ شِهاباً في لَيلِ العَتم ..! ” أتَشظىٰ ..” أتَكثَف ..” لِأُبعث .. من جَديد .. ” مِن رَحمِ الوهم .. وما هو بوهم…. إنما هى الرحمة والاحترام والحب. لولا الأحلام لماتت عقولنا اختناقاً بما يفعله الواقع في حياتنا ! أملأ قلبك بالسلام حتى يزورك الحب…فقلوب بلا حب هى قلوب عجاف. ولكم منى كل المحبة والتقدير.




