مقالات

لم يخلق الإنسان عبثا.. بقلم د/ مها علي دليور

يوم الخميس الماضي في برنامج معكم منى الشاذلي تم استضافة الممثلة ريم مصطفى وبالطبع تم التطرق في الحديث للتريند المعروف “إنت اللي ق.تلت ابني يا مجدي”
ردت ريم: “أنا قلبي مات خلاص” ووصفته بالسخيف.

ورغم أنني كنت من هؤلاء الذين تنمروا عليها بمتابعة مقاطع التريند والبحث عنها لهدف الضحك والسخرية إلا أنني عندما تابعت الحوار شعرت بالندم الشديد من رد فعلي وأنبت ضميري وبالذات عندما سألتها المذيعة كيف استقبلت الأمر أكدت أنه أثار غضبها واضطرابها وقالت جملة آلمتني:

“أصحى كل يوم الصبح أسأل الترند لسة شغال أيوة طب تصبحوا على خير”
في الحقيقة هذه بوادر علامات الاكتئاب ولولا إنها قوية و جريئة لما استمرت وواجهت.
ولكن الأكثر مرارة ما حدث لشريف نصار، رجل عمر معرفتنا به قصير جدا، بدأت بتنمر وانتهت بموت، وأعترف أنني أول مارأيته كان في مقطع مصور مخصوص للتنمر عليه وعلى طريقة كلامه تابعت المقطع للنهاية و تفاعلت معه ليس من خلال تعليق أو حتى إعجاب بل ضحكت وسخرت مع الساخرين، هذا الرجل لم أر صفحته قط بل نقلا عن غيره، و عندما فارق الحياة علمت من خلال مقطع منقول أيضا من أحد الصفحات تتحدث عن المأساة وآخر ما صوره و تضرره مما حدث له وحزنه الشديد على ما تعرض له من تنمر آذاه وآذى أهله.

صور حديثة من القيل والقال التي نهى عنها نبينا ﷺ ، وصورة حديثة من السخرية التي نهى عنها الله في كتابه العزيز، السخرية المعروفة في يومنا هذا بالتنمر، والمبنى عليها محتويات كاملة لمؤثرين ذو شهرة عالية.

من رأيي شريف نصار صاحب رسالة، لا بد أن ندركها، وبذل حياته ضحية هذه الرسالة، شريف نصار ظهر ثم تم التنمر عليه ثم حزن ثم مات ثم ندمنا، كل فرد سخر منه ولو سره أو بينه وبين شاشته ندم عندما سمع خبر وفاته وإن لم يعترف بأنه سبب فيما حدث له، و حتى إن لم يكن التنمر هو السبب الحقيقي للوفاة، ولكن ندمنا لأننا شاهدنا مسلسل درامي واقعي بعنوان ” للدرجة دي الحياة قصيرة ومش مستاهلة نقطع في بعض”.

أعتذر من كل من تابعت مقطع السخرية عنه للنهاية، أعتذر من ريم مصطفى، الله يرحم شريف نصار ويكون درس موته القاسي على نفوسنا في ميزان حسناته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى