مقالات

زوجات النبي ﷺ… تفنيد أكذوبة الشهوة ودحض افتراءات الجهل

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

لم يكن النبي محمد ﷺ ـ كما يدّعي بعض الجهلة أو أصحاب الأهواء ـ رجلًا شهوانيًا أو “مزواجًا” كما تُروَّج الأكذوبة، بل كان نبيًا ورسولًا عاش عمره كله مثالًا للعفة والزهد والانضباط الأخلاقي، وتُكذّب سيرته قبل أقواله كل هذه الادعاءات السخيفة.

خمسٌ وعشرون سنة مع امرأة واحدة
تزوّج النبي ﷺ السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الأربعين، أرملة سبق لها الزواج، ذات عقل ومال ومكانة.

وعاش معها ﷺ خمسةً وعشرين عامًا كاملة لم يتزوج خلالها غيرها، في وقتٍ كان تعدد الزوجات فيه أمرًا شائعًا بلا قيد ولا شرط.
فلو كان محمد ﷺ شهوانيًا ـ كما يزعمون ـ أفكان يصبر ربع قرنٍ كاملٍ مع امرأة واحدة أكبر منه سنًا؟

التعدد بعد الخمسين… لحِكم لا لشهوة
لم يتزوج النبي ﷺ بعد وفاة السيدة خديجة إلا بعد أن تجاوز الخمسين من عمره، أي في سنٍ ينصرف فيها الناس عادةً عن الشهوة لا إليها.

وكانت أغلب زيجاته من:
أرامل فقدن أزواجهن في الحروب
أو كبيرات في السن
أو زيجات ذات بعد اجتماعي وتشريعي وإنساني
فالسيدة سودة بنت زمعة كانت كبيرة في السن،
والسيدة أم سلمة كانت أرملة لها أولاد،
والسيدة زينب بنت جحش كان زواجها تشريعًا إلهيًا لإبطال عادة التبنّي،
والسيدة جويرية وصفية كان زواجهما سببًا في إسلام قبائل كاملة ورفع السبي والذل عن نساءٍ مظلومات.

لو كان شهوانيًا لاختار غير ذلك
لو كان النبي ﷺ يبحث عن المتعة:
لاختار الأبكار الصغيرات
ولاختار الجميلات من قريش
ولاختار المال والجاه
لكنه ﷺ اختار المسؤولية، لا اللذة،
والرسالة، لا الشهوة.
شهادة القرآن قبل السيرة
القرآن نفسه يشهد بعظمة أخلاق النبي ﷺ:
﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾

(القلم: 4)
ويقول الله تعالى:
﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ۝ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ﴾
(النجم: 3–4)
فهل يُعقل أن يصف الله نبيًا بالخلق العظيم ثم يكون ـ كما يزعمون ـ عبدًا للشهوة؟

الهجوم على النبي هروب من الحقيقة
إن الطعن في أخلاق النبي ﷺ ليس بحثًا عن الحقيقة، بل هروبٌ منها، ومحاولة يائسة للنيل من أعظم شخصية عرفها التاريخ، رجلٍ:
غيّر مجرى البشرية
وحرّر المرأة
وأقام ميزان العدل
وبنى أمة من العدم
خاتمة
محمد ﷺ لم يكن مزواجًا،
ولم يكن شهوانيًا،
بل كان نبيًا إنسانًا، زوجًا رحيمًا، وقائدًا أخلاقيًا لم تعرف البشرية له مثيلًا.
ومن عجز عن الطعن في رسالته، لجأ للطعن في شخصه…
وهي حيلة قديمة، سقطت عبر التاريخ، وستظل تسقط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى