رسالة من الأجداد إلى الأزواج.. بقلم ياسمين مجدي عبده
لم تسمح لي الطروف أن أذهب للمتحف المصري الكبير وأرى عن قرب مقتنياته وخاصة القاعة الذهبية التي تحوي في جعبتها كل ما يخص الملك “توت عنح آمون” من أول قناعه الذهبي حتى أصغرفطعة له كانت في المقبرة الخاصة به قبل أن يتم نقلها لهناك ولكن من لطف ربي ورحمته أن أشاهد معظم تلك المقتنيات في إعادة بث حفل افتتاح المتحف والبرامج الليلية التي أطلقت عليها في مقال سابق “برامج الرغي ودوشة الدماغ” ولنا في هذا حديث آخر.
ومن ضمن تلك المقتنيات التي تزين تلك القاعة هو كرسيه الذهبي المرسوم عليه بعض النقوش الفرعونية ومن ضمن تلك الرسومات رسم لزوج يجلس على كرسي وأمامه أو بجانبه زوجته تضع يدها على كتفه في مشهد يبرز كم الحنان والرومانسية التي كانت بين الزوجين في العصر القديم وأراها من وجهة نظري لقطة بألف كلمة كما درسنا في كليات الإعلام فتلك الصورة تحتوي على رسائل شديدة الأهمية للأزواج والزوجات في هذا الزمان.
فكانت تعبر تلك الصورة عن كم الحنان والمودة والرحمة التي أمر الله سبحانه وتعالى الأزواج في كتابه الكريم وتعبر عن شدة التعاطف التي تكنه الزوجة لزوجها خصوصًا لأنهم كانوا يعيشون في ذلك العصر حياة بدائية صعبة للغاية ليس فيها وسائل الرفاهية التي نتمتع بها الأن…فكم كانت تعينه على قسوة الحياة وقسوة المعيشة وكانوا يحمدوا الله على القليل دون أية اعتراضات مثلما يحدث الآن …
كانت الزوجة تصبر على زوجها وتطيعه وهو يعاملها بحب واحترام شديدين على عكس ما هو موجود وما نسمعه وما نراه في المجتمع هذه الأيام وعندما سمعت كل هذا الكم من المعلومات من إجدى عالمات المصريات في أحد البرامج والتي أكن لها كل التقدير كانت هناك العديد من الأسئلة التي تدور في رأسي لزوجات وأزواج هذا الزمان…لماذا لا نكن مثلهم؟ لما لا نتعامل بتلك المودة والرحمة التي أمرنا بها المولى سبحانه في كتابه الكريم؟
لما كل تلك القسوة التي يتعامل بها الغالبية العظمى من الأزواج في حياتهم فالحياة بسيطة لا تستحق منا كل هذا حتى مع الظروف الصعبة التي يمر بها البعض فكانت الظروف في العصر القديم أصعب بمراحل عن الآن فلما لا ولما لا نرضى بالمقسوم لنا ؟؟
أعزائي أزواج وزوجات هذا الزمان أرجو أن تذهبوا في رحلة إلى المتحف المصري الكبير وتقفوا أمام هذا الرسم على هذا الكرسي لدقائق معدودات وتسترجعوا اللحظات التي مرت من حياتكم ستتمنون لو يعود بكم الزمن لسنة أولى زواج وما قبلها وستزيلوا الحجارة التي وضعتموها في أجسادكم وتعيدوا قلوبكم إلى أماكنها الصحيحة.




