مقالات

شاليمار الشربتلي.. ريشة تعزف ألحان الألوان

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام

حين نتحدث عن الفن التشكيلي بمعناه العابر للحدود، لا يمكن أن نغفل اسم شاليمار الشربتلي، الفنانة السعودية التي كسرت القوالب التقليدية لتصنع لنفسها مسارًا فريدًا. موهبتها لم تكتفِ باللوحات المعلّقة على الجدران، بل تحررت لتصبح جزءًا من تفاصيل الحياة اليومية، تنبض على السيارات والحقائب والجدران، حتى غدت علامتها الخاصة تُعرف بـ “فن الحركية” أو الـ Moving Art.

البداية.. شغف منذ الطفولة

وُلدت شاليمار وفي قلبها عشق الألوان، فكانت ترسم كل ما تراه عينها كأنها تُحاول إعادة صياغة الواقع بلمستها الخاصة. درست الفنون، لكن تميزها لم يأتِ من الدراسة وحدها، بل من إصرارها على أن يكون لها بصمة لا تشبه أحدًا.

فن يخرج من الإطار

أبرز ما يميز شاليمار الشربتلي هو قدرتها على تحرير اللوحة من أسوار المعارض. أرادت أن يعيش الناس الفن لا أن يزوروه فقط، فابتكرت أسلوبها في رسم السيارات والمنتجات اليومية، فتحولت القطع الجامدة إلى لوحات متحركة تحمل رسالة جمالية راقية. وهنا لم تعد أعمالها مجرد فن، بل حوار بصري بين الإنسان والمدينة.

حضور عالمي

لم تتوقف نجاحاتها عند حدود السعودية أو العالم العربي، بل وصلت إلى أهم العواصم العالمية: باريس، نيويورك، فلورنسا، وغيرها. فنها كان دائمًا محط إعجاب النقاد، لأنها تقدم رؤية معاصرة تمزج بين الأصالة الشرقية والانفتاح العالمي.

فلسفة خاصة

ترى شاليمار أن الفن رسالة سلام، وأن الألوان لغة قادرة على اختراق الحواجز الثقافية والسياسية. لذلك، تبدو أعمالها دائمًا وكأنها دعوة إلى التفاؤل والتعايش، فالأحمر عندها ليس غضبًا بل حياة، والأزرق ليس برودة بل أفق لا نهائي.

مسيرة ملهمة

منذ بدايتها وحتى اليوم، أثبتت شاليمار أن الفنان الحقيقي هو الذي لا يقف عند محطة، بل يواصل السير بخطى واثقة، يصنع من كل تجربة لوحة جديدة. إنها ليست مجرد فنانة تشكيلية، بل حالة خاصة من الإبداع المتجدد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى