الكلمة الطيبة صدقة دائمة

بقلم الكاتبة الصحفية شيرين عصام
الكلمة الطيبة.. شجرة تُظلّل القلوب وتثمر الخير
في زمنٍ يزداد فيه الضجيج، وتكثر فيه الكلمات الجارحة التي تترك ندوباً في النفوس، يذكّرنا القرآن الكريم بقيمة الكلمة الطيبة، فيقول الله تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ [إبراهيم: 24-25].
هذا التشبيه البليغ يلخص لنا رسالة عظيمة: الكلمة الطيبة ليست مجرد حروف تُقال وتمضي، بل هي كالشجرة الطيبة، جذورها راسخة، وأغصانها ممتدة، وثمارها دائمة النفع.
في الأسرة: كلمة ودّ صادقة من أب لابنه، أو من زوج لزوجته، قادرة أن تزرع المودة وتبني بيتاً عامراً بالرحمة.
في المجتمع: ابتسامة مصحوبة بكلمة خير قد ترفع معنويات عامل بسيط، أو تواسي مريضاً، أو تدفع شاباً للأمل والعمل.
في العمل: مدير يثني على جهد موظفيه بكلمة تقدير، قد يمنحهم طاقة مضاعفة للإنجاز.
النبي ﷺ قال: “والكلمة الطيبة صدقة”، فكل كلمة رقيقة تخرج من الفم تُكتب في ميزان الحسنات، تماماً كما تثمر الشجرة الطيبة ثمارها النافعة.
إذن، نحن أمام رسالة إلهية تؤكد أن الكلمة ليست وسيلة للتعبير فقط، بل مسؤولية وأمانة، قد تكون سبباً في بناء إنسان، أو هدم قلب.
فلتكن كلماتنا ظلاً وثماراً، لا شوكا وسموماً، ولنتذكر أن أثر الكلمة الطيبة باقٍ في الأرض، صاعدٌ إلى السماء، كالشجرة التي تضرب بجذورها في العمق وترتفع بفروعها نحو العلياء.