مقالات

مع بداية عام 2026: دروس لا تُنسى… وقرارات لا تراجع عنها

الكاتبة الصحفية شيرين عصام

مع إشراقة عام جديد، لا نحتاج إلى وعود زائفة ولا شعارات براقة، بل نحتاج إلى وعي، إلى وقفة صادقة مع النفس، ومراجعة حقيقية لما مضى، واستخلاص دروس لا تُكتب بالحبر، بل تُنقش في القلب.

أول هذه الدروس وأهمها:
أن نعتزل ما يؤذينا.
وقد قال الصحابة رضوان الله عليهم: «اعتزل ما يؤذيك»، لأن السلام النفسي ليس ترفًا، بل ضرورة شرعية وإنسانية. ليس مطلوبًا منا أن نُجامل على حساب كرامتنا، ولا أن نستمر في أماكن أو علاقات تنال من قيمتنا أو تُطفئ نور أرواحنا. فالله سبحانه وتعالى كرّم الإنسان، ومن الإهانة أن نرضى بما يُهيننا.

لا شيء يستحق أن يقلل من قدرك

في عام ٢٠٢٦، القرار واضح:
نبتعد عن أي شيء يُشعرنا بالدونية، عن أي علاقة تُستنزف فيها أرواحنا، عن أي مكان لا يُقدّر وجودنا. فالنبي ﷺ قال:
«لا ينبغي للمؤمن أن يُذل نفسه».

الرزق بيد الله… والسعي واجب

من أعظم الدروس التي نتعلمها مع بداية هذا العام، أن الرزق بيد الله وحده. نحن مأمورون بالسعي، لا بضمان النتائج. قال تعالى:
﴿وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ﴾ [الذاريات: 22].
فلا نُهين أنفسنا على أبواب البشر، ولا نُرهق قلوبنا خوفًا من الغد، ما دام الله هو الرزّاق.

لا تتأثر بافتراءات البشر

سيقول الناس، وسيفترون، وسيسيئون الفهم… وهذا قدر قديم متجدد.
وقد طمأننا الله عز وجل بقوله:
﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ۝ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ﴾ [الحجر: 97-98].
أي أن العلاج ليس في الرد، ولا في التبرير، بل في القرب من الله.

لا تتذلل… فحوائجك عند الله

في عام ٢٠٢٦، نتعلم أن قضاء الحوائج بيد الله، لا بيد البشر.
قال النبي ﷺ:
«إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».
فالذل مرفوض، والانكسار لغير الله خسارة، أما التوكل على الله فهو عز لا يزول.

الحياة قطار… والدروس محطات

الحياة تشبه القطار؛
في كل محطة نلتقي أناسًا، ونودّع آخرين.
ليس كل من صعد معنا سيكمل الرحلة، وليس كل من نزل كان شرًا مطلقًا. فكل إنسان مرّ بحياتنا كان درسًا، إما علّمنا كيف نحب، أو كيف نحذر، أو كيف نختار أنفسنا أولًا.

نحن لا نلتقي بأحد صدفة، فالله يقول:
﴿مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا﴾ [الحديد: 22].
وهو سبحانه يمحو ويثبت ما يشاء وعنده أم الكتاب.

لا تحزن… فالدنيا تدور

للدنيا قانون لا يخلف: قانون الدوران.
فلا تحزن إن ابتلاك الله بأناس مؤذية، فالله لا يحمل نفسًا إلا وسعها، ولا يبتلي إلا ليُعلّم، أو ليُنقّي، أو ليقوّي.

قال تعالى:
﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ [البقرة: 286].

خلاصة عام ٢٠٢٦

اعتزل ما يؤذيك بلا ندم

لا تسمح لأحد أن يقلل من قيمتك

اسعَ… واترك الرزق لله

لا تلتفت لافتراءات البشر

لا تتذلل إلا لله

اطمئن… فكل من مر بحياتك كان قدرًا ودرسًا

وفي بداية هذا العام، ليكن شعارنا:
نحن نمضي في طريقنا بسلام، وقلوبنا معلقة بالله، لا بالبشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى